المنطق: هو فرع من الفلسفة يدرس صور الفكر وطرق الاستدلال السليم، ويعتبر أرسطو هو أول من كتب عن المنطق بوصفه علم قائم بذاته، وسميت مجموعة بحوثه المنطقية اورغانون، ومن الواضح أنّ جميع العلوم هي نتاج التفكير الإنساني، ومن الواضح أيضاً أنّ الإنسان حينما يفكّر قد يهتدي إلى نتائج صحيحة ومقبولة وقد ينتهي إلى نتائج خاطئة وغير مقبولة. فالتفكير الإنساني إذن معرّض بطبيعته للخطأ والصواب.
من خلال دراستي لعلم المنطق وجدت أن للتفكير المنطقي شروطاً عديدة أهمها: 1)الاستخدام الصحيح للغة : واللغة كما نعلم نحن جميعاً هي الوجه الآخر للتفكير لذلك يجب الحذر من استخدام الكلمات غير الدقيقة مثل عدم استخدام الكلمة بأكثر من معنى.
دعوني أوضح لكم مثالاً على ذلك ورد في سورة ال عمران «ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين» الآية (53-54) لاحظوا كلمة المكر هنا حكمة وذكاء حسب ما جاء في كتب التفسير. ثم انظروا في سورة نوح «ومكروا مكراً كُباراً» الآية (21-22)المكر هنا بمعنى خداع أو خادعوا كما ورد في كتب التفسير. 2)عدم استخدام المجاز والتشبيه : دعوني اضرب لكم مثالاً : قرأت سورة القارعة «يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش» في الآية هنا ورد تشبيه في كلمة (كالفراش المبثوث وفي كلمة أخرى كالعهن المنفوش). 3)علم المنطق لا يتعامل مع الجمل الإنشائية ويرفضها أيضا. لدي مثال على ذلك ورد في سورة الغاشية «هل أتاك حديث الغاشية» الاية1 وفي سورة البروج «هل أتاك حديث الجنود» 4)تحديد معاني الألفاظ والمفاهيم ولكن جاء في سورة البقرة بداية الآية «الم» جاء في كتب التفسير بأنها حروف متقطعة هي مما استأثر الله بعلمه وقال بعض أهل العربية هي من حروف المعجم والبعض من الصحابة قالوا هي فواتح السور افتتح الله بها القرآن.
يعنى تحمل عدة معان إذا صح التعبير. من قوانين الفكر الأساسية التي وردت في كتاب المنطق أهمها:قانون عدم التناقض مثل:أهي أ فإذا كان محمد رسول الله(ص)هو حقاً كذلك إذاً لايمكن إن يكون ليس رسول الله. لذلك ورد في القرآن في سورة الكافرون «لكم دينكم ولي دين» وقرأت أحد أحاديث محمد (صلى الله عليه وسلم) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه. لدي مثال آخر لقوله تعالى:(واني فضلتكم على العالمين).البقرة47 وفي أية أخرى لقولة تعالى: (غير المغضوب عليهم) أليس علم المنطق يتعارض ويتنافى مع القران الكريم أم العكس صحيح؟ الم يكن علم المنطق يوماً ضد الكتاب والسنة؟ ألا يجب أبعاده من مناهجنا التدريسية؟ أين الموجهون ومدرسو مادة المنطق من كل ذلك، لماذا لا يوجهون ويعلمون الطلاب والطالبات بأن علم المنطق ضد ديننا الحنيف؟ هل يعقل بأن القران الكريم المنزل من عند الله سبحانه وتعالى على نبيه الأمي(صلى الله عليه وسلم)كلام غير منطقي لأنه بكل بساطة يتعارض مع قوانين وشروط علم المنطق؟ أليس عظمة الكتاب تكمن في وضوح كلماته؟! ألم يقل العلمانيون العرب بأن القرآن والسنة كلام متناقض للغاية؟ هل يعقل بأن في أيام الاشتراكية الشيوعية كان المنطق لايدّرس ،بينما يدّرس في أيامنا هذه؟. [email protected]