عندما كنت في المرحلة المتوسطة ظهرت الآلات الحاسبة. والدي الله يرحمه صاحب دكان بيع جملة. اشترينا آلة حاسبة. الجميل في القصة أننا بعد ما نسجل الفاتورة باستخدام الحاسبة، يأخذ الوالد الله يرحمه الفاتورة ويعيد الضرب والجمع يدويا، يريد يتأكد. اخذ منه هذا بعض الوقت حتى وثق باستخدام الحاسبة. تصرف الوالد رحمه الله على بساطته وعفويته كان حكيما. فكم منا سقط فريسة سهلة لوسائل التواصل الإجتماعي دون التأكد من صحة ما ينشر. في عالم اليوم أصوات تطالب بحقوق الإنسان الآلي "الروبوت"، يعني معاملته كإنسان ذكي وله مشاعر !!! طبعا الأهداف شيطانية... لكن ما علينا !!! حكاية السيطرة "دبل كيك" : للأسف في عالمنا العربي لم نعد أمة أقرأ. ما يكتب عن سيطرة من يملكون التكنولوجيا على العالم، يتجسسون... يعلمون ما نقول وما نكتب، وحركتنا، ومشاعرنا ما نحب وما نكره... الخ، التحذيرات كثيرة، ومع ذلك نقع في فخ السيطرة. أجمل ماكتب المفكر البارز البرفسور الفين توفلر عن جاهل القرن الواحد والعشرين يقول: " لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد". المسألة ليس جلد الذات، بل إدراك الواقع. نحن في اليمن، وهذا مهم، نعاني اصلآ من جهالة القرن الماضي "العشرون"، وندخل في جهالة القرن الواحد والعشرين، الوضع في هذه الحالة " دبل كيك". ما لا يدركه الكثير، أن حرب في اليمن لمدة خمس سنوات واحتمال استمرارها لفترة أطول، هي بداية تكوين جيل جديد، اسميه جيل "حربي"، يميل للعنف، انزلاق خطير يصعب الخروج منه. لهذا يسهل تجنيد سياسياً وعسكريا في فرق متناحرة. هل عرفتم الآن هدف المطالبة بحقوق "الروبوت"؟ الهدف تعظيم شأن الآلة الرقمية و ذكائها، لنسلم عقولنا لهذا "العقل الافتراضي" وطبعا لمن يمتلكه ويديره. لا أدعو لرفض التكنولوجيا، بل كما قال البرفسور توفلر: التعلم من جديد والقدرة على تمييز المعلومات المغلوطة. هل نحن في اليمن وقعنا في فخ السيطرة؟ وكيف يمكن الخلاص من الفخ؟ لم تكن سلسلة مقالات "السياسية حكاية" مجرد حكايات للتسلية، بل هدفها معرفي ثقافي. نتعرف على واقعنا، مشاكلنا، نقط الضعف... الخ، التي اوقعتنا في فخ السيطرة على عقولنا، وجعل مصير بلادنا بيد الآخرين. هذا المقال هو ما قبل الأخير في سلسلة "السياسية حكاية". إذا كنت تعتقد أن مصير اليمن لم يعد بيد أهله تابعني... لنبدأ سلسلة جديدة إن شاء الله، نتحدث عن طرق الخلاص من الفخ.