استطاع الشماليون إحكام سيطرتهم على مراكز القرار منذ حرب صيف 1994م المشؤومة لأنهم يحملون مشروع احتلالي ويمشون بتناغم بين مختلف أحزابهم وتياراتهم السياسية لخدمته واستمراره..بينما كان المسؤولؤن الجنوبيون المشاركون في هذه الحكومات لايحملون أي مشروع سياسي، وظلوا حبيسين لمشاريعهم الشخصية الضيقة التي يحاولون أن تتماشى مع مايرضي الاحتلال ويضمن استمرار مصالحهم. خدعت القيادة الجنوبية بالوحدة واكتشفت ذلك بعد فوات الأوان، ولكنهم حاولوا انقاذ مايمكن إنقاذه مماتسبب باندلاع حرب صيف 1994م والتي اجتاح الشماليون فيها الجنوب ومعهم أصحاب المشاريع الشخصية. اليوم وبعد عشرات السنين من النضال بين مشروع الاحتلال ومشروع التحرر الجنوبي.. لايزال أصحاب هذه المشاريع الشخصية من الجنوبيين يقفون في صف المشروع الاستعماري رغم أنهم يدركون أنه أصبح يلفظ أنفاسه في الجنوب.. ووقفت حساباتهم الشخصية الضيقة حائلا بينهم وبين مبدأ التصالح والتسامح وجنوب يتسع للجميع.. جنوب فيدرالي ديمقراطي. لازالت أيدينا ممدودة لكل جنوبي يؤمن بمشروع الوطن الحر ومبدأ التسامح والتصالح.. فهل آن الأوان ليعي ذلك من لايزال يقف مع مشروع الاستعمار.