تلاحقت الأحداث بسرعة شديدة إبان حكم الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن"...كانت هناك قلعه اسمها"فورت سومتر"تقع في إحدى الولايات الجنوبية..وكان يشغلها جنود تابعون للولايات الشمالية..وطلب جنود الجنوب من جنود الشمال ان يسلموا لهم القلعة ويرحلوا..رفض جنود الشمال هذا الطلب،فهجم جنود الجنوب على القلعة لمدة يومين متواصلين حتى سقطت القلعة في أيديهم.
وهكذا بدأت الحرب الاهليه بين الولايات الجنوبية والشمالية في أمريكا..واستمرت الحرب لمدة أربع سنين؛وازداد الأمر سوءا حين انقسمت الأسر على نفسها وأصبح بعض إفراد الأسرة الواحدة يؤيدون الشمال؛وبعضهم يؤيدون الجنوب،وكان كل منهم ينضم إلى الجيش الذي يؤيده؛وهكذا أصبحت الأمّة تحارب بعضها بعضا..كما أصبح الأخ يحارب أخاه..يُذكر أن الولايات الشمالية كانت سيئة الحظ خصوصا لسوء اختيار الضباط الذين يتولون القيادة؛فيما كان الجيش الجنوبي يحارب بشجاعة وحماس زائد..ودارت المعارك في الجنوب والشمال والغرب وكلٌ يتعرض لهزيمة؛ويستعيد الانتصار في جبهة أخرى،حتى ظن الكثيرون أنها حرب بدون نهاية.
ورويدا رويدا بدا الناس البسطاء العاديون في كل الولايات يشعرون بان الرجل الجالس في البيت الأبيض رئيس عظيم؛ورجل من أعظم الرجال الأمريكيين العظماء..وبالفعل تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية وحقق الرخاء والاستقرار لكل الأمريكيين..وبعد فتره قصيرة من انتخابه استطاع ان يعيد توحيد الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت راية واحده.
القصة تتشابه جدا مع ما يحصل في اليمن المنهك أصلا؛غير ان الحرب الأهلية لم تبدأ بعد ؛ما يحصل هو حرب بين قوى تتصارع على النفوذ ؛وبالتأكيد يراهنون على قاعدة البقاء للأقوى.. هادي لديه عيب خطير وحيد.
لازال يسبب قلقا لدى معظم ضباط الجيش،ولدى تلك القوى المتنفذة والمتغطرسة؛العيب الوحيد هو أن هادي يحب الناس حبا جما؛فهو يقدر الضعف الإنساني الذي يصيب إي احد من البشر، يعفو عن الأخطاء التي يرتكبها كل إنسان ويحاول في الوقت نفسه ان يعيد الإنسان المخطئ إلى جادة الصواب..فمثل هذه الأشياء تمس شغاف قلبه..هادي يدفع باليمن إلى الأمام؛هادي يملك الحس الوطني المحايد؛هادي ينضر بعين المساواة والعدل.
هادي يعتبر القضية الجنوبية محور الارتكاز في دائرة اليمن ؛هادي يقف مع الجميع على مسافة واحده؛كل ما قلته ليس مدحا في شخصية هادي فأنا لا أحبه ولكنها كلمات وجب قولها ،وإنصاف هذا الرجل واجب وطني ؛ ولكن يبقى السؤال الأهم هل سيكون هادي هو لينكولن اليمن؟ وإذا كان هادي مستعدا لان يكون لينكولن اليمن؟! فان الأجدر بنا ان نحكي له نهاية" لينكولن " حيث تم اغتياله على يد تيارات معادية له..يجب على هادي ان يأخذ كامل حيطته وحذره ..فهو لم يوحد اليمن بعد ؛وتوحيد الأمّة اليمنية هي أهم مسؤولية مُلقاة على عاتقه..