يحكى أن هارون الرشيد كان يذهب بين الحينه والأخرى لبستان أحد البرامكة وهو شخص اعتزل الدنيا وزاهد فيها وكان يجلس في بستانه يعمل ويعبد الله بعيدا عن طمع البرامكة بملك هارون وكان هارون يحب أن يذهب لهذا البستان هو ووزيرة جعفر البرمكي ليريح على نفسه. وبينما هو مستلقي بالبستان شاهد هارون ثمرة ناضجة " تفاحة " وهفت نفسة لها ولكنه عاجز عن الوصول لها فقال له جعفر اطلع على كتفي واقطفها يا أمير المؤمنين فمن حب هارون للبرامكة قال لا اطلع انت يا جعفر على كتفي وتناولها فطلع جعفر على كتف هارون ليقطف التفاحة وكان البرمكي صاحب البستان ينظر لهم من بعيد وبعد أن عزم هارون وجعفر على الرحيل من البستان قال لصاحب البستان هل لك بطلب من مال أو شيء اعطيك اياه لقاء استضافتك لنا ببستانك الرائع هذا فقال له نعم فأخرج حجة من جيبة وقال لهارون اختم لي عليها يا أمير المؤمنين ، فقال له هارون هل تريد بستان فوق بستانك هذا قال البرمكي الزاهد لا يا أمير المؤمنين ولكن تعهد لي بهذه الوثيقة أن لا تلمسني وأنني في صفح منك اذا غضبت يوما على البرامكة فضحك هارون وختم له على الوثيقة.
ولم تمر أيام كثيرة حتى حصل من البرامكة ماحصل وقلب هارون عليهم وأمر بقتل جعفر وقطع عنقه والتمثيل بجثته على أبواب بغداد وأمر بحبس كل البرامكة وأخذ, أموالهم فحين وصل جنود هارون الرشيد للبرمكي صاحب البستان قال لهم ادخلوني على أمير المؤمنين هارون الرشيد فلما دخل عليه أخرج له الوثيقة وقال له لقد ختمت لي على هذا يوما يا أمير المؤمنين أن اذا قلبت على البرامكة أن لا تؤذيني وتتركني اعمل في بستاني فقال هارون الرشيد نعم انت في مأمن مني لكن قلي لماذا طلبت مني هذا الطلب في ذلك اليوم قال البرمكي حين رأيت جعفر يعتلي على كتفك ليصل إلى الثمرة علمت أن أيام البرامكة في عهدك قد قربت نهايتهم وأنك قريبا ستقضي على طمعهم ولن يقف عند غضبك برمكي واحد ...
لماذا هادي ينتصر على كل أعدائه وهو في الموقف الأضعف دائما ؟؟
لأنه شخص زاهد بالسلطة وجاءت له السلطة دون أن يطلبها وحين قبلها قبلها على مضض بعد أن توافق عليه الفرقاء وهو في بيتة معتزل الفتنة بما أن الأمانة قد أوكلت له أمانة هذه البلاد والناس فسيترك هادي السلطة حين يتوافق الفرقاء أيضا على اختيار شخص آخر يحكم اليمن وسيسلمها هادي طواعية بدون إراقة دماء ولا تشبث بالسلطة.