اليمن تحت البند السابع، والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتنقل في سيطرته من مكان إلى آخر، فبالأمس كانت الإمارات العربية تسيطر على عدن، ومن بين سنين هذه السيطرة ولد المجلس الانتقالي، ليكون قوة تقف في وجه الشرعية، وبعد أن شب الانتقالي، واشتد ساعده، طرد الشرعية من عدن، ولكن الإمارات ذهبت، وتركته يواجه مصيره، لا ندري هل غادرت الإمارات أم أن المغادرة مجرد تغيير الزي الإماراتي، وارتداء اللباس السعودي؟ على كل حال الصورة أمامنا، وأمام الإعلام، وأمام العالم هي سيطرة المملكة على عدن، إن كان هذا هو الواقع، فهل تخبئ لنا السعودية بين أحشائها مولوداً جديداً؟ وهل سيكون هذا المولود شقياً، ومشاغباً، ومعارضاً للشرعية، أم سيكون هادئاً، وباراً بالشرعية؟ أم أنه سيكون مولوداً منغولياً لا يفقه من حياته شيئاً؟ ستذهب السعودية كما ذهبت الإمارات، ولكن ذهابها سيترك فراغاً لا محالة، فهل ستملأ الشرعية هذا الفراغ، أثناء وجود المملكة، وبعد ذهابها، أم ستبرز من بين شقوقه بعض المكونات التي ستعكر صفو عدن لو لم تسد الشرعية هذه الشقوق. الانتقالي أصبح قوة، بسبب دعم الإمارات، فهل سيضعف لو توقف الدعم الإماراتي؟ فالانتقالي اليوم عين على الأرض، وعين على الحليف خوفاً من مغادرته. في بلاد اليمانيين كل الاحتمالات واردة في وطن تتناوشه الأطماع الخارجية، فاليوم نحن في وضع، وربما نصحو على وضع جديد وولاءات جديدة، فمجرد التوقعات في هذا الوطن المنكوب مستحيلة، ودائماً التحليلات غير صائبة، ما الذي يجري في وطني؟ أنا لا أدري، وبالطبع جميعكم لا تدرون، ولكن ما نعلمه أن الشرعية معترف بها دولياً، ويقال إن الإخوان يسيطرون عليها، والانتقالي يسيطر على أرض الواقع في عدن، ونواحيها، ولكنه لا يستطيع تسيير الخدمات، والحوثي مسيطر على صنعاء، ونواحيها، ولكنه لا يستطيع دفع المرتبات، وتأخرت معه البلاد سنوات، وسنوات، والعمالقة في الساحل الغربي لا ندري مع من، وعفاش الصغير هناك، لا يعترف بالشرعية، ويقال إنه يحارب الحوثي، وقوات تتشكل هنا، وهناك، ولا نعلم مع من، فالوضع في هذا البلد معجون، ومعصود، وملخبط، ومخربط، ومركب عكس، ولا أنت داري رجل من في يد من.