يخرج عن أصل السابقون الأولون من قادة النضال الجنوبي ورواده ، هم الذين لايعتد بهم والكلام غير موجه لهم ، الذين تزامن ظهورهم كمناضلين جنوبين من بعد توسع نطاق النضال الجنوبي السلمي ، الذين استغلوا جنوبيتهم للانخراط بداخل صفوف الحراك السلمي الجنوبي ليس حبا في الجنوب والثبات على أهدافه ، وإنما لمصلحة احزاب وقوى سياسية شمالية ، الذين اسند إليهم حينها مهمة تأسيس مكونات حراكية جنوبية متعددة لغرض شق الصف الجنوبي وإظهار أن الجنوبيين في خلاف دائم ، الذين اكتشفت حقيقتهم من بعد تأسيس وإشهار المجلس الانتقالي الجنوبي ، عندما حاولوا أن يلعبوا مع الانتقالي بنفس تلك اللعبة القذرة التي لعبوها مع الحراك سابقا ، من خلال محاولاتهم الفاشلة تأسيس مجالس مشابهة للانتقالي ، كالتي سميت بالائتلاف الوطني الجنوبي الذي ولد ميتا ، وبمجلس الإنقاذ الوطني الذي لم يستطيعوا حتى اشهاره بعد . إذا الكلام هنا إلى بقية قادة النضال الجنوبي ورواده الذين ابتعدوا قليلا عن الانتقالي بسبب إنه لم يشملهم التأطير التنظيمي له فقط ، وإلا فإن الأغلبية الساحقة من قادة ورواد النضال الجنوبي جميعهم قد انخرطوا في صفوف الانتقالي الجنوبي ، سواء شملهم التأطير التنظيمي للانتقالي أو لم يشملهم ، فهم جملة وتفصيلا معه ومع سياساته النضالية . لأولئك البقية نقول : يجب عليكم أن تعلموا إن تأسيس الانتقالي الجنوبي لم يأتي ليسرق عنكم تاريخكم النضالي وكفاحكم البطولي كرواد ، وعليكم ان تثقوا إنه قد جاء تأسيس الانتقالي فقط من أجل هدف استعادة الدولة الجنوبية أولا وآخيرا ، وإن أختيار الانتقالي لأعضاء هيئة رئاسته وأعضاء الجمعية الوطنية وقيادة المحافظات ليس لإنهم أكثر نضالا ووطنية منكم ، ولكن لإن المرحلة التي تأسس فيها الانتقالي حتمت علية أن يكون اعضاءه بذلك الاختيار الذين فعلا كانوا عند حسن ظن الشعب الجنوبي بثباتهم وتضحياتهم بمناصبهم الحكومية وبتمسكهم المستميت بهدف استقلال الجنوب وقد أثبتوا جدارتهم . وعليكم أيضا أن تفطنوا إنه في حال استطاع الانتقالي انتزاع استقلال الجنوب الذي بات وشيكا ، لايعني هذا إن أعضاءه الحاليين هم فقط الذين سيسند إليهم حكم وقيادة دولة الجنوب الفيدرالية القادمة دون غيرهم ، ليس كذلك ، بل إن الدور الأكبر في الحكم والقيادة مستقبلا سيكون لقادة النضال الجنوبي ورواده من المناضلين المخلصين الثابتين على مبادئهم النضالية ومن كوادر الجنوب الإكادميين والمؤهلين . لذلك على أولئك البقية أن لايخرجوا عن طريق نضال الانتقالي الجنوبي حاليا ، وعليهم ان يقفوا إلى جانبه بالمؤازرة والمساندة فيما يقدم عليه ويراه مناسبا من سياسات وحوارات ، فصراعه السياسي والعسكري اليوم مع قوى الشمال كافة ومع ماتسمى الشرعية إنما هو تمثيلا عن كافة أبناء الجنوب ومكوناتهم النضالية السياسية المخلصة لاستعادة دولة الجنوب ويكون كل الجنوب بيد أبناءه عامة .