ليس له صدى هذا التاريخ ، أصبح اما عقيماً او مقرراً اجبارياً على الاعلام العربي تناوله بشكل مبهر لإرضاء العالم الغربي عنا " على اعتبار انه اكثر تحضرا و احتراماً للمرأة " و لإظهار الحكومات العربية بانها حكومات متقدمة و متحضرة فهي تنصر المرأة عبر كلمة يلقيها احد " الرجال " في الحكومة ان لم يكن رئيس الدولة ليقوى بها عزيمة المرأة و جرها الى معترك الحياة جراً .. شيء مضحك حقاً ، من تلك المرأة التي يحتفون بها ؟ اذا كان نون النسوة لايزال يعاني من جحود الرجال في هذا المجتمع الا من رحم ربي من اصحاب العقول النيرة و هم قلة تواريهم ظلال المتخلفون و المعقّدون .. ايها المتشدقون بيوم ال 8 من مارس نحن امة لا يزال رجالها يستحون عندما تظهر صورة احدى قريباتهم على الصحف او الشاشات حتى و ان كان ظهورها يقدم رسالة مجتمعية .. يكفي ضحك ع العقول
لنستمع جيداّ لنظرية الرجال عندما يتكلمون عن المرأه بأن تعدادها اكثر من الرجل – على اعتبار انها مشكلة خطيرة - و لهذا اوجدوا حل و هو الزواج بأربع ،، و المفارقة العجيبة نجد الرجال و الذين يشكلون الاقلية في كوكب الارض بحسب نظريتهم السابقة انهم يحرمون النساء من نيل نسب اكبر منهم في أي مجال من مجالات الحياة بل لا يتم السعي لتوفير وظائف أكثر للنساء " كونهم هم الاكثرية على هذا الكوكب بحسب نظريتهم تلك " ،، فالحل الوحيد بنظرهم هو الزواج بأربع لتوفير لقمة العيش لهن و المأوى .. احتقار من قدر المرأة
ان المعايير المطلوبة لنيل منصب سياسي او تنفيذي هام في أي مؤسسة تختلف تماماً عندما يكون المرشح امرأه تكاد تكون مستحيلة في ظل تدني مستوى الثقافة الذي طال النساء في العالم العربي عموماً فهي تخضع لاختبارات تكاد تشبه تلك الاختبارات التي يخضعوها لمنتسبي القوات البحرية المصرية حتى تنال شرف القيادة ، و برغم نظريتهم " الذكورية " بأنّا الاكثرية الا ان عدد تولينا لمناصب سياسية يتصدقون علينا بها و يتباهون بعطائهم و منحهم تلك ، تكاد لا تُرى او تكون فيها المرأه – كما قال الكثيريون من المثقفون – شكلاً من اشكال التباهي بمدنية تلك الدولة ،، او بعبارة أكثر دقة شكل آخر من اشكال استغلال المرأة .
و لا يزال قصور الرجل متجدراً و متسعاً في العالم العربي ، مثل هذا الرجل الذي قرأ مقالي و لم يشده من المقال سوى عبارة الزواج بأربع فيكفرني او يستصغر عقلي فيقول ( هي هذه المشكلة عندكم ) او ذاك الذي يبحث عن عيباً ما في المقال رامياً بمضمونه فيسخر متهكماً من خطأي الفادح ليقول ( اختبارات القوات البحرية الامريكية اكثر قساوة ) ..
في هذا اليوم اهنئ تلك النسوة اللواتي ناضلن و كافحن طيلة العقود العجاف و رسمن ابتسامه على وجوههن و ان اكتسحتها تعابير الالم و المعاناة احياناً و اهمس في آذانهن بسر " ان باب تقدم مجتمع لن يفتح الا إذا طرقته امرأة " ..