مازال الحلم بالعوده إلى الزمن الجميل أملاً يراود الجميع ومازال التاريخ شاهداً على عراقة وحضارة أهل ذلك الزمان الذي أصبح العوده اليه شبه مستحيل في ظل ظروف البلاد الضبابية التي عتمت الرؤيا الثاقبة للحقيقة واهمية التاريخ المشرف للاثار التاريخية والمعالم الاثرية والمتنفسات العامة والمحميات الطبيعيه وغيرها للبلاد . فاصبحت أشبه بالأماكن المهجوره والمطموره ،او عرضه للسلب والإنتهاك والبسط العشوائي الغير مسئول من قبل الباعه المتجولين او الباعه المتنفذين في عمق الدولة وجذورها، فصارت ملكاً خاصاً للبعض ومرتعاً سائباً للبعض الاخر. ومن هذه المعالم الاثرية والاثار التاريخية والبصمات الحضارية محافظة عدن الابيه بكل مقاييسها واتجاهاتها وتضاريسها وتراثها الضارب في عمق التاريخ الانساني منذ القدم . نعم إنها عدن أم الثقافات ومهد الحضارات وينبوع المعرفة وعنوان الاصالة وعنفوان الزمن الجميل ، نعم عدن بكل إعتباراتها هي بحق منطلق الفكر وملتقى الثقافات منذ القدم ، تجتمع فيها البشرية على نهج الإعتراف والاحتراف ، المأذن والقباب والمدارس الاثرية والصهاريج والمعابر والتلال والمتاحف والفنادق والبحار والهضاب والجبال ، هي بحق أصل لك قديم، وعنواناً لكل بدايات السياحة والحضارة والتاريخ ،. تلك هي عدن بالامس .. وهاهي عدن اليوم .. تنتهج نهج التشويش والتخوين ، والتدمير والتهجين المتعمد والممنهج ، حرباً بارده لكل معاني الجمال والسحر في مدينة لاتعرف الا الاخاء والتمدن منذ القدم ، تهميش وتهويش وركود وتقسيم لكل ممتلكات الشعب ومقدراته الجباره، ولكن يبقى الامل بالحفاظ على ماتبقى من صور الجمال الخلاب ومتنفسات الطبيعة الساحرة الفاتنه كريشة بيد فنان املاً يراود الجميع . نداءات متكررة ومناشدات متعثره هي جملة من طموح مدفون ورغبة في النظر للدرر المكنون في عاصمة الجواهر والفنون ، نجدد من هنا النداء ونعزم الامل على الحكوم والاشقاء والمجلس الانتقالي للارتقاء بعدن وإعطائها حقها من الاهتمام والرخاء .. دمتم ودامت عدن بخير .