تهل علينا ذكرى لها معنى كبير وخاص في عموم الوطن وتحديدا الشطر الجنوبي وهي ال30 من نوفمبر المجيدة ذكرى جلاء الاستعمار البريطاني من عدن بعد ثورة من الكفاح والنضال خاضها أجدادنا في سبيل الحرية والاستقلال. مرت العاصمة عدن والجنوب عامة بالعديد من المنعطفات التاريخية والأحداث السياسية لم تعرف من خلالها معنى للاستقرار بسبب الأوضاع التي تسوء عاما بعد الآخر والتي أدت لتفجير حرب 94 بعد عام الوحدة وثورة الربيع العربي وأحداث 2011م وصولا لحرب 2015 ضد المليشيات الانقلابية الحوثية وآخرها كانت حرب 2019 بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. ولكن بعد كل هذه الأحداث جاءت اتفاقية جدة الأخيرة التي جمعت طرفي الصراع في الفترة الأخيرة من أجل تحقيق عدد من الأشياء لضمان استقرار الوضع والقيام بعدد من التغييرات واحداث نهضة في مختلف المجالات. هناك جملة من التحديات التي تقف وراء تحقيق استقلال آخر في الخدمات وتوفير حياة كريمة للمواطنين يأملون أن تحدث في الفترات القادمة.
لا يريد المواطنين في عدن سوى أن يعيش حياة كريمة خالية من الركض وراء الخدمات الأساسية أولها الماء والكهرباء والاتصالات وأن تنتهي كل المشاكل التي تحيط به وتنغص عليه حياته مثل طفح المجاري والقمامة وتردي الوضع الصحي وتدهور مختلف القطاعات منها التعليم والقضاء والأمن وكل ما يمس حياة حياتهم من قريب أو من بعيد. هناك عدد من الأخطاء التي اقترفت على مر السنوات الماضية وما زالت آثارها إلا الآن تعيق عمليات التنمية ولكن يأمل المواطنين أن يتم تجاوزها وتصحيح مسار كل شيء متعلق بحياتهم وتوفير حياة مستقرة ومستقله من كل شيء مزعج أو معكر لها. ولكن لن يتحقق ذلك إلا إذا حدثت تغييرات جذرية وكانت نتائج الاتفاقية الأخيرة جادة وليست فقط على ورق وتحقق متطلبات كل المواطنين في عموم الوطن.
* تحويل بنود الاتفاق إلى واقع عملي ملموس وانهاء الحرب:
عدن عنوان لتعايش ومن أبرز عناوين المدنية المسالمة هي وجميع من سكن فيها منذ القدم , و باتت الحاجة ملحة وضرورية اليوم وأكثر من اي وقت مضي , عدن تحتاج إلى لباسها المدني و لعقول أبناء ها المتنورة بالعلم والمعرفة والثقافة المدنية التي صدرتها عدن عبر شبابها ورجالها ونساءها الى دول الجوار والمنطقة. كل القوى المتصارعة والتي تصالحت مؤخرًا في الرياض العاصمة السعودية تقف على الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية وسياسية لتحويل بنود الاتفاق إلى واقع عملي ملموس وعدن ستكون هي شاهدة على صدق نوايا التي تتطلبها المرحلة المقبلة على اعتبار أن عدن هي حاضنة للفصيل الشرعي الذي يمارس مهام إدارة الدولة منها. وبالمقابل نأمل أن تتظافر جهود الحكومة مع مساعي دول التحالف العربي لإنهاء الحرب وبدء مرحلة البناء كأول مراحل الاستقرار ولابد أن تكون محافظة عدن هي النموذج المشرف لجهود الحكومة والتحالف العربي لما ستكون عليه باقي المحافظات المحررة فالبداية المعقولة تبدأ منها.
*طموحي القادم إن تكون مرحلة مفصلية باستعادة الدولة الجنوبية
يقول الإعلامي رامي الردفاني :
بمناسبة 30 نوفمبر العظيم ونصر المبين الذي فيه مناسبة عظيمة وذكرى جميلة في كل قلوب الجنوبيون وهو يوم جلاء آخر جندي بريطاني مستعمر لدولة الجنوب ونأمل في هذه الذكرى الجميلة التي أتت هذه المناسبة ونحن في إبرام الاتفاق الرياض التاريخي ما بين الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية إن يكون فاتحت خير لعادة بريق عدن والجنوب ككل في شتى نواح الحياة منها المجال الاقتصادي والأمني والاستثمار والخدمات والصحة. وآمالي وطموحاتي القادمة إن تكون مرحلة مفصلية باستعادة الدولة الجنوبية يسودها الأمن والامان وإن تكون دولة جنوبية ترعي مصالح ابنائها بعيدا عن التشتت والمحسوبية التي كرسها المحتل اليمني في حقبة الوحدة اليمنية التي كانت كابوسا معبس في وجه كل جنوبي .
*الأمان مطلب مقدس بالنسبة للمواطنين بعد سلسلة الجرائم التي حدثت:
مطلب كل المواطنين أن يستقر الوضع الأمني وترجع الأوضع لسابق عهدها هذا يعني أنه الأمان مطلب مقدس بالنسبة لنا كمواطنين. فمن خلال اتفاق الرياض الذي يذهب إلى توحيد المؤسسة الأمنية بحيث يكون لنا مؤسسة واحدة غير قابلة على القسمة على اثنين ونكون بذلك قد ضمنا مراد المدينة التواقة للأمان. الموطن يحلم بالأمان وتوفير الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء والاتصالات والمواصلات وانتظام الرواتب وتلك الخدمات التي تلامسه مباشرة ، فقد عانا المواطنون كثيرة من غياب وتردي الخدمات الأساسية وهناك مناطق تنعدم فيها , الأمل معقود على القادم وأن تأتي الأيام القادمة بالأفضل على صعيد الخدمات وتطور مؤسسات الدولة وتحريك عجلة التنمية.
*الاهتمام لمختلف الجوانب الحيوية وتاريخ المدن التي يتعرض للانتهاك:
من الأشياء التي تحتاجها كل المدن هي أن تحمى معالمها التاريخية والأثرية التي تشير لتاريخها الكبير والذي يدل على عراقتها وحضارتها , هذا الأمر عانت منه عدد من المدن اليمنية جراء الحرب بسبب القصف الذي أدى إلى تدمير عدد منها في معظم المحافظات وأهم تلك المحافظاتعدن الذي كان لها النصيب الأكبر أثناء الحرب وحتى بعدها. فمعالمها التاريخية تعرضت للقصف والانتهاك ولم يتوقف الأمر هنا فقط بل تم البسط عليها والبناء العشوائي فيها أو بالقرب منها من قبل متنفذين وبلاطجة وحتى مواطنين استغلوا الثغرة الحاصلة وغياب الأمن والجهات المعنية بالموضوع ناهيك عن الاهمال التي تتعرض له هذه الأماكن وعدم الاعتناء بها وتحسينها. كل ذلك تسبب في موجة غصب بين المواطنين الغيورين على إرث بلادهم ونشطاء يطالبون بالحفاظ على هذه المعالم التاريخية ومحاسبة كل من يحاول أن يعدي عليها أو يطمس هويتها.
*هناك أيضا جملة من الأشياء التي يطالب بها المواطنون في محافظة عدن يريدون أن تتحقق لهم أولها الخدمات الأساسية وأن يتم إحداث طفرة في مختلف المجالات وخاصة التنمية التي تحتاجها مدينة عدن لعودت تألقها من جديد وفرض الأمن والعدل على الأرض وإعادة إعمارها وتطوريها نحو الأفضل.