"الأحلام" تأتي بمعنى أحلام المنام أو اليقظة بمعنى التمنيات والطموحات للوصول للأفضل. وكذلك الحلم بمعنى العقل. أبتلي الكثير من الشعوب العربية بصغار الأحلام بمعنييها. لو تصورنا في أحلامنا: أن جزيرة العرب دولة واحدة ونظام ديمقراطي عادل. دولة بحجم قارة، سكانها أكثر من سبعين مليون وثروة نفطية تزيد عن 40٪.، والغاز حوالى 20٪ من احتياطيات العالم حسب بعض الأرقام. لكن.. هل تبلغ أحلامنا هذا المدى، أم أنها أصغر من ذلك؟ مسكينة أمنا هاجر كانت تفكر في أن تسقي إبنها الرضيع، ولم يخطر ببالها "أمة" إسماعيل، فقالت زم...زم، بمعنى جمعت أطرافه، اي أنها عملت حوض حول نبع الماء لتحجره، جاء في الحديث الشريف: (يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ لكانت زمزمُ عيناً معيناً)، أي نهراً جاريا. بمناسبة صدور قرار "الرئيس" عيدروس بتعيين عمرو علي سالم البيض عضواً بهيئة رئاسة المجلس الإنتقالي. هذا يوضح ملامح الخريطة السياسية المستقبلية لليمن. تقسيمات بإسم الطائفية والجهوية... لكن بزعامات عائلية وراثية. عفاش وأبنائه وعبدالله لحمر وأبنائه. حكايتنا في الجنوب كحكاية الصين يحكمها الحزب الشيوعي، لكن أعضائه وعوائلهم تحولوا إلى هوامير "برجوازية رأسمالية". الرفيق عبدربه وابنه جلال والرفيق البيض وابنه عمرو، وعلى خطى الزعماء نسير نحو اليمنية الدحباشية على الطريقة اللبنانية... تطورنا. أتعجب!! من قول بعض مناصري الانتقالي حول حلم نظام الحكم في حالة الإنفصال، يقولون فترة انتقالية ثم تكون انتخابات حرة نزيهة. لا أدري هل الحرية والديمقراطية تنضح بها أقوال وأفعال زعماء الإنتقالي، ام أن داعميه من الخارج من مؤسسي ومناصري الديمقراطية. الكتاب يقرأ من عنوانه وفاقد الشيئ لا يعطيه. من حق الشعوب أن تحلم.. لكن كما قال المتنبي: عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُهاوَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ