أكد المستشار عبد الرحمن المسيبلي أن المساس بالمنظمات الدولية هو مساس بالمجتمع الدولي، هذا ما يؤكده القانون الدولي، بل الاعتداء على الجهود الإنسانية هو اعتداء على الإنسان نفسه. وقال المسيبلي :"فماذا يمكن ان نعتبر فعل القوة الذي يمنع الانسان من الحصول على خدمات معيشية، صحية، تعليمية وغيرها، وبماذا يمكن ان نصف به ذلك الجاني عدى الصفة الإرهابية. وعليه فان تلك الاعتداءات التي تعرضت لها مقار ثلاث منظمات دولية إنسانية هن لجنة الإنقاذ الدولية، ومنظمة أكتد الدولية، ومنظمة أُوكسفام الدولية، الكائنة في مدينة الضالع فجر الأحد 21 ديسمبر، ما هي الا اعمال إرهابية هدفها سياسي قبل ان يكون ضغط إجرائي لإخراجها من المنطقة وحرمان الأهالي من خدماتها الإنسانية. ولطالما الهدف ذات طابع سياسي، فالمستهدف الاول هو الجنوب ومواطنيه ومجلسه الانتقالي". وأضاف :"القانون الدولي يكفل للمنظمات الدولية حقها في تقديم الخدمات والقانون المحلي يحميها من الاعتداءات، والقيم الدينية تمنحها صفة المستأمن عليها، فبأي منطق يتم الاعتداء عليها، ان لم يكن ذلك هو منطق الارهاب في زعزعة الامن والاستقرار". وتابع المسيبلي قائلاً :"الأعمال الإرهابية عادة تستهدف المكونات السياسية والعسكرية الوطنية الجنوبية وهذا ما لمسناه منذ زمن، لكن الجديد في الأمر هو الزج بالمنظمات الدولية الانسانية واعتبارها هدف عسكري. اعتقادا من تلك القوى الارهابية ان ذلك سيؤدي الى قطيعه بين المجتمع الدولي وشعب الجنوب. دون إدراكهم ان اللجوء الى ذلك المنحى ما هو الا بدافع هزيمتهم وفشلهم في تنفيذ مخططاتهم التأمرية".
المستشار عبد الرحمن المسيبلي رئيس المركز الاستشاري الجنوبي للحقوق والحريات - جنيف