الحالة السياسية التي مثلها نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في الحكومة الشرعية اليمنية، احمد الميسري، ووزير المواصلات الجبواني، ومحافظ شبوة بن عديو من الحالات التي فيها نظر، وحدث عنها ولاحرج. هي تمثل الحالة المتمردة المعاندة الرافضة لأي مساس "بسيادة" الوطن. فدائية، مواجهة، تحمل كفنها بيدها. في ظل تداخلات المصالح الإقليمية والدولية في اليمن يكون هذا الدور لعبة سياسية خطيرة.
لكن... نحن في زمن خدَّاع كما ورد وصفه في الحديث الشريف : "سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمين..."
قد تكون الشعارات الوطنية مجرد غطاء خدَّاع. أي مجرد دور في مسرحية، يصنع من خلالها زعيم "وطني" ليقوم بدوره المرسوم له من قبل تلك القوى الداعمة.
تلك المواقف القوية والمتكررة، لن يكون آخرها موقف محافظ سقطرى رمزي محروس، وقد كان أولها رئيس الوزراء السابق بن دغر. عودة بن دغر إلى السلطة، ولو من الشباك، بعد كل الاتهامات التي أخرجت الرجل من الوطنية والشرف والملة، لا بد أن الموضوع أكبر من بن دغر أو المسيري، لابد أن في الأمر إنااااا.
الخلاصة والفائدة :
في افلام هوليود البوليسية ما يعرف بالشرطي الطيب والشرطي السيئ. يعتدي السيئ على المتهم بالضرب والشتم ليحصل على اعترافات، ثم يتدخل الشرطي الطيب، ليخرج السيئ من "المسرحية". يقدم الطيب للمتهم القهوة وربما الأكل "السلل الغذائية"، ثم يحذره من هذا الشرطي الشرير ويتعهد بحمايته إذا تعاون معه.
الكثير من العراقيين يترحمون على الطيب صدام، وقريباً على الطيبين عفاش والقذافي ومبارك. ثم يأتي دور المكينة الإعلامية والجيش الإلكتروني لبدأ عملية السيطرة. سوف نسمع الأمثلة: "من ما رضي به مظفر رضي به...."، "إصبر على قردك لا يجيك اقرد منه". الجنوبيون من يترحم على فترة الحكم الاشتراكي، وآخرين فترة الإستعمار، ويتحدثون عن "الزمن الطيب". لتصل الشعوب إلى حالة من العجز واليأس في مستقبل أفضل، فتقبل بما يطرح عليها ولو كان أسوء من السابق، وتتحقق الأهداف من السيطرة ونهب الثروات.
ليسميها المفكرون الاستراتيجيون ما يسمون... الصدمة، الفوضى الخلاقة...الخ، إنها ببساطة قتل الروح والإيمان والأمل والثقة بالنفس في تلك الأجساد.