الرئيس الزُبيدي يصدر قرارا بتعيين الدكتور محمود شائف حسين مديراً لمكتب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي    تدشين توزيع مادتي الديزل والاسمنت لدعم المبادرات المجتمعية في مأرب    ضرب اهداف في "النقب ومطار رامون" بصاروخ و3 مسيرات    مكون الحراك يدين العدوان الإسرائيلي على صنعاء والجوف    "يويفا" يختار ملعب أتلتيكو مدريد لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا 2027    سهم "أرامكو" يتراجع 17% ويسجل قاعا سنويا جديدا للمرة الثالثة هذا الأسبوع    المجرم "طارق عفاش" يقتل الآباء ويهدي أبناءهم الأيتام حقائب مدرسية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي الخامس لأمراض القلب في إب    "عربدة "    رابطة علماء اليمن تدعو للصلاة بنية الفرج والنصر لأهل غزة    مجلس المستشارين بالانتقالي الجنوبي يبارك قرارات الرئيس الزُبيدي ويؤكد التفافه خلف القيادة السياسية    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة الذكرى ال35 للتأسيس    تواصل عمليات الانقاذ والاخلاء جراء العدوان الصهيوني بحي التحرير    الرئيس الزُبيدي يلتقي نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة ويؤكد دعمه لتطوير العمل الإعلامي والثقافي والسياحي    اختتام بطولة الحباري لقفز الحواجز بمناسبة المولد النبوي    مركز الهدهد يدين العدوان الصهيوني على المتحف الوطني بصنعاء    صحيفة "لا" تعرب عن تضامنها مع اسر شهداء التوجيه المعنوي    "القسام" تدعو الأمة للتضرع إلى الله الليلة لاستمطار الفرج لأهل غزة    هل يستعيد العبادي المساحات المنهوبة تحت غطاء قوانين "النفوذ"    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يزور مستشفى الشيخ محمد بن زايد التعليمي بشبوة    الارياني: عودة 16 قطعة أثرية إلى اليمن تتويج لجهود حكومية ودبلوماسية    نائب وزير الأوقاف يناقش سبل تعزيز دور القطاع    هيومن رايتس: صحفيو اليمن يتعرضون لانتهاكات جسيمة وندعو للالتزام بحماية حرية الصحافة    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    الأرصاد يحذر من الانهيارات الصخرية وانزلاقات التربة ويتوقع هطول أمطار رعدية على مناطق واسعة    "يمنات" يحصل على أسماء بعض ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء والجوف    عربية السلة.. سيدات العلا يكسبن القرين الكويتي    الأخضر يكتب التاريخ باللقب الخليجي    عاجل: العليمي والوفد المرافق له يغادرون عدن بعد قرارات الرئيس الزبيدي الصادمة لهم    مجلة أمريكية: الضربات الإسرائيلية في اليمن جزء من إستراتيجية نتنياهو لتوسيع ساحة المعركة    إصلاحيون على العهد    عبد الفتاح إسماعيل وراشد محمد ثابت.. أي خيانة؟    عدن .. أزمة السيولة بين قرارات البنك المركزي وعجز الحكومة عن صرف المرتبات    ترامب يعلن مقتل المؤثر "تشارلي كيرك" بعد إصابته بالرصاص وبايدن يعلق على الحادثة    مواجهتان حاسمتان في ختام الدور ربع النهائي لبطولة بيسان الكروية    هيئة الآثار توجه نداء عاجل لليونسكو بشأن الغارات على منطقة التحرير    المنتخب الوطني للشباب وصيفا لكأس الخليج العربي وعادل عباس أفضل لاعب    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يزور مركز اللغة السقطرية للدراسات والبحوث    الصحة تغلق 4 صيدليات وتضبط 14 أخرى في عدن    إصلاح حضرموت ينعى القيادي وعضو محلي المحافظة حمد عمر مدي    النفط يرتفع متأثراً بالأوضاع في الشرق الاوسط    بدء أعمال سفلتة خط البنك المركزي في مديرية صيرة بعدن    محافظ حضرموت يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر المنورة    جنيف: ندوة حقوقية تدعو الى ممارسة الضغط على المليشيات الحوثية لوقف الانتهاكات بحق التعليم    بن الوزير وباسمير يتفقان على سرعة تشغيل ميناء قنا التجاري    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    العثور على مدفن عمره 5500 عام في ياقوتيا الروسية    ميسي يحقق إنجازا غير مسبوق في مسيرته    نهب البنك المركزي وأسعار الصرف بصنعاء وعدن وفضيحة "الإعاشات"    ضبط 86 متهماً بإعانة العدوان و7 مطلوبين للعدالة في الضالع    مدير شركة مصافي عدن: الأسابيع القادمة ستدخل الوحدات الانتاجية للخدمة    تصفيات اوروبا لكأس العالم: انكلترا تكتسح صربيا بخماسية    الاطلاع على تنفيذ عدد من مشاريع هيئة الزكاة في مديريات البيضاء    62 تغريدة صنعائية في حب "التي حوت كل فن": من يبغض صنعاء فإن له معيشةً ضنكًا*    تعز.. حملة ميدانية لإغلاق شركات الأدوية المخالفة للتسعيرة الجديدة    مرض الفشل الكلوي (20)    للمعاندين: هل احتفل الصحابة بالمولد بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام    حلاوة المولد والافتراء على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وصلت شكاوى إلى السلطان الفضلي بأن كرامة يستلم الرشاوي في جمرك العلم .. فماذا كان عقابه ؟ّ!
نشر في عدن الغد يوم 26 - 12 - 2019

(عدن الغد) تنفرد بنشر مذكرات ( الطريق إلى عدن ) الرئيس علي ناصر : الحلقة ( السابع والعشرون )
متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :
كيف عادت اموال سعيد الظهر من جبوتي والحبشة ؟
يحدثنا الرئيس علي ناصر في هذا العدد عن محطاته رحلته إلى عدن عن مشاريع سعيد الظهر والوصول إلى شقرة قائلاً :" أن العم سليمان نخر برطم بعصا المداعة ممازحاً ليخرسه.. فتقبل برطم المزحة بود ومرح وقال محذراً:
-لكن أوبه عاد تقول: "شيء سمعتوا وإلا شعه بايقع حنق.."
هز العم سليمان رأسه موافقاً.. وأخذ أنفاساً أخرى من رشبته ثم قال:
-طيب.. اسمحوا لي أن أسألكم.. شيء سمعتوا عن ابن ظهر.. وقبل أن يكمل جملته هب برطم واقفاً ومقاطعاً بقوله: أنا ذري العول لا هو صدق.. على أيش اتفقنا؟
وغرقنا جميعاً في الضحك العالي الصادر من القلب..
هدأ العم سليمان وسكت قليلاً وقد ارتفعت روحه المعنوية للاهتمام والإصغاء الجيد الذي قوبل به كلامه.. وعاد برطم من جديد للمشاكسة وقلة الخير فقال إنه يشتي الآن وإلا الآن يسمع قصة ابن الظهر وكيف سوا بفلوسه دي جابها هو وابن عمه من عدن وجيبوتي والحبشة.
استجاب العم سليمان هذه المرة للطلب بنفس طيبة وروح عالية وقال متحدثاً إلى برطم قاصداً أن يسمعه الجميع:
- يقولوا أن ابن الظهر يلبس كوفية وعقال وإن اسمه محمد سعيد الظهر وابن عمه اسمه ناصر علي الظهر..
قال برطم مقاطعاً بحدة:
- ايش علينا من كوفيته وعقاله وأبن عمه.. قل لنا كم معه فلوس وايش سوا بها؟.
قال العم سليمان: رع بسم الله يا برطم ايش حولك من فلوسهم تقول إنك با تقاسمهم فيها..؟
قال برطم: طيب.. قل لنا أيش سووا بها؟..
قال العم سليمان: والله مثلما قلت لكم يقولوا أن ابن الظهر بنى "منظرة" (بناية) ما شي أكبر الله منها.. واشترى أطيان كثيرة وحفر بير، وجاب مكينة تطلع اماء من امبير، ومكينة تحرث الأرض بدل امبقر، وقالوا أنه زرع ليم وخضرة وزميطا (طماطم).
العم سليمان : انكسر ناموس القبيلة يوم دخل السركال والنصارى أرضنا
سأل أحمد مسعود: وأيش با يسوي بها.. با يأكلها هو وابن عمه وعيالهم أو أيش؟
قال العم سليمان: كم با يوكلوا.. الأرض كبيرة.. لكن سمعت أنه ينوي يدخلها إلى عدن ويبيعها للنصارى والهنود وأهل عدن.
قال برطم: وبا يظلي يبيع مع امهنود واميهود وامجبالية في امسوق,, ايه با يقول في القبيلة.
قال له العم سليمان: اوهد يا برطم معد ولا قبيلة' قد انكسر ناموسها يوم دخلوا السركال أرضنا ما ذلحين يبونا لزرع لهم "عطب" (قطن) وبا يعطونا قرضة.
سأل برطم: تقول با يعطونا قرضة لما يجي الموسم؟؟
أجاب العم سليمان: ماعليك الا تمز جنبك..
وتنهد العم سليمان بحسرة على أيام القبيلة وهو يقول: إيه.. والله أُبيني أُبين على القبايل والقبيلة.. وعلى أيامنا.. دي راحت وأنشد يقول:
أُبني عليكم يا علة كم من فراص
دي خلسوكم من شروع القبيلة خلاس (1)
الوصول إلى شقرة
ويواصل الرئيس علي ناصر حديثة ويقول :" كان معظم رفاق رحلتي قد شاهدوا البحر قبل ذلك.. كما شاهدته أنا أيضاً في رحلات سابقة، وكنا نتقدم نحو قرية شقرة، ونشاهد مبانيها بفرح لا يوصف.. وبدا البحر على سعته مدى أزرق لا حدود له ولا نهاية، ورأينا أمواجه تتكسر على الشاطئ.. تظهر وتختفي، كما رأينا أمواجاً أخرى تتكسر وسط البحر ويبدو أن بعض الجزر أو الصخور بالإضافة إلى حركة المد والجزر هي التي تخلق مثل هذه الأمواج التي تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن الشاطئ وتسمى الشام .(2) .
وصلنا إلى شقرة التي كانت تعتبر من أهم مدن وقرى الساحل، إذ تتمتع بموقع استراتيجي هام بالنسبة لطرق المواصلات البرية والبحرية، فمنها تنطلق السيارات إلى زنجبار( 3)، وجعار وعدن ومنها أيضاً تنطلق السيارات والقوافل إلى حضرموت والمهرة عبر أحور ورضوم وبئر علي على الطريق الساحلي. ومن شقرة أيضاً تنطلق آلاف الجمال، ومئات السيارات نحو ما يسمى ببلاد العواذل وجمهورية دثينة، والعوالق العليا والسفلى وبيحان وأرض الواحدي وحضرموت عبر الطريق البري وإلى البيضاء، ومأرب في شمال اليمن. ومنها تنطلق السفن إلى عدن وساحل أبين وأحور ورضوم والمكلا والشحر بحضرموت.
تقع "شقرة" شرقي زنجبار، وتبعد عنها بحوالي أربعين كيلو مترا.. وتتوزع على عدة حارات هي: حافة السادة، وحافة كود عنبر، وحافة المحكمة، وحافة أهل أحور، وحافة البندر، وحافة الونس (بدو). وفيها سوق واحدة تحتوي عدة مطاعم وعدداً من المحال التجارية الصغيرة، وسوق آخر لبيع السمك. ومياه شقرة أميل للملوحة بسبب قربها من البحر وقلة الأمطار وكان يوجد فيها بئر مياه حلوة تسمى بير الدنيا. أما سكانها فهم سمر بسبب البحر والشمس، ومعظمهم من البدو الحضارم وأهل أحور. كما يسكنها وافدون من الباكستان والصومال والزبود( 4).
شقرة فيها إقامة الصيادين
ويقال إن شقرة كانت مقر إقامة للصيادين، وكان أهلها يسكنون تحت الجبل في منطقة تدعى "مد النظر"، ويقال إن شقرة استمدت اسمها الحالي لأن أشجار الشقر "الريحان" كانت تنبت بكثرة على أرضها. وبسبب بعد القرية القديمة "مد النظر" عن البحر بدأ بعض الصيادين ينتقلون للسكن في شقرة الحالية حيث بنوا مساكن لهم قرب البحر الذي يعتمدون عليه في معيشتهم.
شقرة كانت ميناءً قديماً وعاصمة السلطة الفضلية
ويردف سيادة الرئيس ناصر قائلاً :" شقرة كانت ميناءً قديماً وعاصمة للسلطنة الفضلية حيث فيها عدد من بيوت السلاطين. ويقال إن أحد سلاطينها ويدعى السلطان عبد الله عثمان كان رجلاً قصيراً حكيماً مضيافاً يمتاز بالتواضع إلى حد أنه كان يساعد الصيادين الذين كانوا أحد مصادر السلطنة الفقيرة في أعمالهم كما كان يقرض الشعر. وتشتهر شقرة برقصة "الدحيف" الخاصة بالصيادين. وتبدأ هذه الرقصة بالمساجلات الشعرية أولاً بين عدد من الشعراء يتراوح عددهم ما بين ثلاثة وخمسة شعراء. ومن ثم يختارون أجمل بيت شعر، فيقف الرجال في صف وتقف النساء في الصف المقابل له ويبدأون الرقص والغناء مرددين البيت المختار ومن أبرز شعراء وراقصي الدحيف المرحوم قاسم عبادي مغني الدحيف والشاعر عوض باضاوي والاستاذ الشاعر محمد ناصر العولقي والشاعر المرحوم علي الخدش والشاعر احمدعنوبه والشاعران ابوبكر باسحيم وايهاب باظاوي وعيشه حسين عازفة الهاجر (الطبل) والاخوين قاسم واحمدعبادي مرددي صوت الدحيف والشاعر احمد معافى والشاعر الشاب منصور كندي والشاعر المرحوم عوض البوسطي ويعتبرالاستاذ سعيد مبروك من افضل راقصي الدحيف.
السلطان الفضلي الحضور للرقصات
وكان السلطان عبد الله عثمان كما يقال دائم الحضور لمثل هذه الرقصات. ومما يحكى أن أحد الشعراء ويدعى (كرامة) كان مسؤولاً عن الجمارك في شقرة وفيما بعد في (العلم) بين مستعمرة عدن والسلطنة الفضلية، وكانت الضرائب تحت تصرفه وفيما يبدو أنه كان يرتشي من أصحاب السفن التي ترسو هناك. وقد جاءت فترة قلّ فيها الرزق الذي يجود به البحر بسبب الرياح الشديدة (النوه) فلم تعد السفن العابرة تتوقف في شقرة، وتضرر هذا الشاعر الذي كان مولعاً بتدخين (المداعة) فقال في إحدى هذه المساجلات شاكياً سوء حاله:
"لا قد الصيد حنجومل وحمقاء وليف( 5)
ما الفايدة في طلوع البحر يا هل الهواري؟"
وعندما سمع السلطان هذا البيت رد عليه بالبيت الآتي:
"كبرّت رأسك الحمقاء تروح نصيف
من معسم السوق تشتر به تتن للبواري"
في إشارة أخرى إلى أن (كرامة) كان مولعاً بشرب (المداعة).. قال كرامة في قافية أخرى:
"ورا البحر متفلس وجاه الفلس
من بعدما كان يشبعنا وساعة يواسي"
فرد عليه السلطان قائلاً:
"كرامة دفس بيده مع من دفس
وخاف ربي يحول له بليلة الآسي"
ويقال إنه بعد عدة سنوات وصلت شكاوى إلى السلطان تفيد بأن كرامة يرتشي وأنه يستلم الرشاوي في وقت معلوم حددوه للسلطان, فانتهز السلطان هذه الفرصة وفاجأه متلبساً بالجرم المشهود فذكره بما سبق وقال له:
- ألا تذكر يا كرامة الليلة الآسي.. هذه هي الليلة. ويقال بأن السلطان لشدة حنقه ضرب كرامة لكنه فيما بعد أمر بشراء ملابس جديدة له على سبيل الاعتذار.
وكان السلطان عبد القادر بن أحمد رحمه الله شاعراً فحلاً وهو الذي قال:
سقى الله زماني يومني كنت شاب
واليوم قد العظم واني والمحبة قليلة
( يتبع في العدد القادم )..
هوامش /
1-(ابني:غبني) (فراص:عمود حديدي لقلع الحجارة وتكسير الأخشاب)، (خلسوكم: خلعوا عنكم ملابس القبيلة
2-- ربما لأنها تبدو مخالفة لحركة الموج المتسقة فتبدو كالشامة على صفحته والله أعلم
3-"زنجبار" سميت بهذا الاسم الذي أطلقه عليها السلطان حسين بن أحمد ألفضلي الذي نفاه الإنجليز إلى جزيرة "زنجبار".. وأولاده هم عثمان وعبد الله وناصر بن حسين.
4-نسبة إلى مدينة زبيد بتهامة.
5-الحنجومل / والحمقاء/ والليف من أنواع السمك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.