اجتمع بعض الشباب الجنوبي المقيم في فرنسا وبعض دول الإتحاد الأوروبي مع نائب رئيس المجلس الإنتقالي هاني بن بريك في قاعة بإحدى ضواحي باريس، حيث تم جمعهم من فرنسا وبعض دول الإتحاد الأوروبي بحكم فراغهم المستمر وعدم ارتباطهم بأي أعمال ونشاطات أخرى. فنحن ك جنوبيين نبارك أي عمل يصب في لملمة الشمل الجنوبي مهما كان نوعه وفئته، كما أننا مع أي توحد جنوبي بغض النظر عن الإختلافات والإيدلوجيات، لكن أعتقد أن هناك أعمال بالداخل يفترض بل أن الواجب يحتم على المجلس الإنتقالي بأن تكون الأولى، حيث تم صرف 40 ألف يورو بين استئجار قاعات وفنادق وجلب فنانين وطباخين وراقصات من المغرب وبريطانيا، إضافة إلى تكفل جميع المواصلات والنفقات للأفراد الذين شاركوا وصرف 40000€ في ليلة عابرة ليس لها أي قيمة أو فائدة تخدم الجنوب وقضيته العادلة. بينما هناك جرحى جنوبيون بالقاهرة والهند ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وأصبح علاجهم على نفقة أهل الخير وزكاة بعض التجار الجنوبيين الذين يقيمون في السعودية وأمريكا. هل يعقل أن هذه الصرفيات تأتي من أجل إيصال رسالة بأن هاني بن بريك غير أسلوبه وانسلخ من التيار السلفي المتشدد الذي كان يتزعمه بالأمس ويحرم ويجرم الإختلاط والرقص على أنغام الطرب والموسيقى؟
أما كان الأجدر والأولى بالإنتقالي أن يقوم بواجبه الأخلاقي ويتحمل مسؤوليته الملقاة على عاتقه وأن يحترم الجموع التي فوضته في "إعلان عدن التاريخي"، حيث أن الجرحى الجنوبيين الذين تصدروا جبهات القتال لا يجدون كبسولة دواء وأن الشهداء الذين قدموا دمائهم ووهبوا أنفسهم رخيصة لا تجد أسرهم قطعة خبز يسدون بها رمق جوعهم. كما أن حال عدن التي هي تحت سيطرة الإنتقالي تعيش أسوأ حالها بشهادة جميع أبناء عدن، حيث تحولت بفضل هذه العقليات التي لا تدرك معنى الوطن ولا حجم المسؤولية من مدينة فاشلة إلى مدينة الظلام الدامس وشوارعها تكاد تغرق بأكياس النفايا والمجاري الطافحة في كل الشوارع والأحياء، وبسبب هذا الإهمال المتعمد أصبحت الأمراض تتفشى وتنتشر وتهدد حياة الآلاف، ناهيك عن ما يمارسه البلاطجة من أعمال فوضى وسلب ونهب للأراضي وتغيير طابع المدينة بالمباني العشوائية وكل هذا يتم تحت مرأى ومسمع المجلس الإنتقالي. فمن يتحمل مسؤولية الوضع هناك؟ لاشك أن المجلس الإنتقالي هو من يتحمل كل هذا الإنهيار وأعمال الفوضى، فهو من أعلن النفير العام ضد الحكومة وتم طردها بحجة الفساد، ووعد الناس بتحسين الوضع وإعادة الخدمات والحياة الكريمة لكن النتائج كانت عكس ما وعد تماماً. كما أنه أصبح كابوس يمارس نفس ماكانت تمارسه سابقاً ما يسمى "بالحكومة الشرعية". السؤال الأهم هل أوفى الإنتقالي بما وعد؟ هل أثبت فعلاً أن الحكومة هي الفاسدة؟ أم أنه أصبح يمارس ما هو أسوأ مما كانت عليه الشرعية؟ بل أنه قدم نفسه نموذجاً سيئاً أمام الشعب الجنوبي وأصبحت شعبيته تتلاشى وتتقهقر يوماً بعد آخر في نفوس الكثير من أبناء الجنوب. ربما بات الجميع يدرك إلى هذه اللحظة أن المجلس الإنتقالي لم يقدم شيء يذكر، كما أن الشارع الجنوبي لم يلمس أي عمل يستحق أن يشكر عليه المجلس الإنتقالي فهو لا يفكر إلا بمصالحه ويريد أن يلمع نفسه من خلال تأسيس الجاليات الشكلية التي ينفق عليها عشرات الآلاف من الدولارات، ومن خلالها يريد إيصال رسالة إلى أروقة البرلمانات في معظم دول الإتحاد الأوروبي بتحسين صورته وهذا هو الغباء والتخبط بحد ذاته. حيث أن النجاح لا يأتي من الخارج فالنجاح يأتي دائماً من الداخل، فإذا أراد أن يصلح نفسه ويحسن صورته ويكسب ثقة الناس فالداخل هو الأولى والأحق، ومن خلال الداخل يستطيع أن يقدم نفسه نموذجاً ناجحاً داخلياً وخارجياً. الخلاصة: بالعرف والمفهوم أن الجاليات هي عبارة عن محل التقاء للتآخي والتآزر والتعارف والتعاون وتوحيد الكلمة والإحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر. ثم بعد ذلك يبدأ الإنطلاق بالأعمال والأنشطة وتأسيس ندوات وحلقات وإرسال رسائل إلى جميع المنظمات الدولية والبرلمانات الأوروبية، لكن ما يسمى بالجاليات الجنوبية في أوروبا ومجالس التنسيق الوهمية تفتقد كل هذا تماماً، كما أنه ليس لديها أي أعمال تذكر سوى التباهي بالصور في مواقع التواصل الإجتماعي وإوهام الناس بالداخل أن الجاليات أصبحت صوت الجنوب في الخارج وفي حقيقة الأمر هي مجرد ظاهرة صوتية ليس لها أي قيمة أو جدوى تذكر!