نستقبل عام جديد بالمطالب ذاتها واعيد واكرر رسالتي للاحزاب السياسية ، أن الشباب هم النسبة العددية الأكبر في المجتمع، وهم الطريق الحصري لمستقبل أفضل للبلد، فلابد أن يشاركوا بالعمل السياسي بفاعلية أكبر ويجب عليكم تمكينهم وتأهيلهم للقيادة في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، وادراجهم ضمن خطة الاصلاح السياسي واطلاق العنان لقدراتهم الشبابية . وجود قيادات شبابية جديدة في صفوف صناعة القرار مؤهلة ومشبعة بمبادئ السلم والشراكة وتغليب المصلحة العامة سيشكل اللبنه الاساسية للاصطفاف الوطني وخطوة في الطريق الصحيح لانجاح خطة الاصلاح السياسي. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن (التمكين) عملية طويلة تتمثل في مشروع وطني متكامل يبدأ من البيت مروراً بالمدرسة والجامعة ويتكامل مع مشروع حكومي مخطط له ومدروس وطويل الأمد يهدف بالنهاية إلى زيادة عدد المنتمين من الشباب في صفوف صناع القرار . ولهذا تعمل الكثير من دول العالم، وبطرق متعددة، على زيادة مشاركة الشباب في العمل العام لضخ دماء جديدة وأفكار مبتكرة في مفاصل العمل الحكومي والحزبي، وتجنب الشباب الحلول اليائسة مثل الهجرة أو الإنتماء لتنظيمات إرهابية ومليشياوية. ومن أهم هذه الطرق: أولاً: تخصيص (كوتا) للشباب في البرلمانات والمجالس المحلية وهذا موجود في (15) دولة، مثل: كينيا، رواندا، مصر، المغرب، الفلبين. ثانياً: تخصيص (كوتا) للشباب في المفاصل القيادية للأحزاب السياسية، مثل: الحزب الليبرالي النيكارغوي يخصص (%40) للنساء والشباب، الحزب الليبرالي الكندي يخصص (%40) للشباب، والحزب الاشتراكي الهنغاري يخصص (%20) للشباب. ثالثاً: خفض سنّ الترشح للانتخابات البرلمانية والمحلية، وكما يلي: 1. هناك (59) دولة تسمح للشباب بعمر (25) بالترشح للانتخابات، مثل: إيطاليا، اليونان، مصر، الجزائر، ليبيا، لبنان. 2. أما رومانيا، تونس، جزر القمر، جيبوتي، فتسمح للشباب بعمر (23) سنة بالترشح للانتخابات. 3. كما توجد (62) دولة عمر الترشح للانتخابات فيها هو (21) سنة، مثل: روسيا، إيرلندا، البرازيل، فنزويلا، بوركينا فاسو، المغرب، إندونيسيا، ماليزيا. 4. وهناك (51) دولة تسمح للشباب بعمر (18) سنة بالترشح للانتخابات، مثل: ألمانيا، بريطانيا، كندا، أستراليا، أوغندا، كينيا، تايلند، تركيا. 5. أما دولة تيمور الشرقية فيكون عمر المرشح للانتخابات فيها هو (17) سنة. بل أن اليونان سمحت للشباب بالتصويت بعمر (17) سنة، وفي النمسا ومالطا بعمر (16) سنة، وهناك دول عينت شباب بمناصب وزارية. الاحزاب السياسية باليمن تمارس التهميش والاقصاء لشريحة الشباب من جهه واخرى تتعامل معهم ببيروقراطية وتستغلهم لما يصب في مصلحة الحزب ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط. بالنهاية يبقى الموضوع بيد الشباب أنفسهم، كما فعلها قبلهم شباب فرنسا اثناء تظاهراتهم الشهيرة في آيار/ 1968: حيث كان شعارهم: «لا تعطيني حريتي، سأتولى الأمر بنفسي». نعم لن يعطيكم أحد شيئاً بل يجب ان تأخذوه بأنفسكم، والبداية من شعاراتكم: «نريد وطن»