أجمع عدد من الشباب والشابات الناشطين في العمل الشبابي على أهمية دعم المرأة اليمنية في الانتخابات النيابية القادمة والاستفادة من نظام (الكوتا) الذي يعني تخصيص نسبة معينة من المقاعد النيابية للنساء من إجمالي أعضاء مجلس النواب، والتي تقوم على اتفاق الأحزاب فيما بينها على تخصيص دوائر انتخابية معينة وحصرها للنساء للتنافس فيها للدفع بالنساء للترشح بغية الوصول إلى عضوية المؤسسات الدستورية والمشاركة في الحياة السياسية. وتجاوباً مع مطالب حملة طويلة لفعاليات سياسية نسائية من منظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا المشاركة السياسية للنساء من أجل الدفع بمشاركة أكبر للنساء في الانتخابات القادمة، تبنى فخامة رئيس الجمهورية دعم نظام (الكوتا)، وتخصيص 15 بالمائة من المقاعد البرلمانية للنساء لتمكين النساء سياسياً، بالإضافة إلى تأييد قطاع واسع من صناع القرار والشخصيات القيادية والناشطين في العمل الشبابي. وأكد عدد من الناشطين الشباب في أحاديث لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ / أن وجود نظام (الكوتا) أو تخصيص مقاعد برلمانية جاء بغرض إيصال المرأة إلى مجلس النواب بفرص أكبر من التي ممكن أن تحصل عليها في الفرصة المتساوية للتنافس بين الرجل والمرأة إذا ما تم تطبيقه بصورة مرحلية. الشامي : للتغلب على النظرة القاصرة بداية يؤكد فوزي الشامي - الحاصل على درجة ماجستير في علوم التنمية الاجتماعية، برنامج سراج التابع للمنظمة السويدية - أهمية دعم المرأة اليمنية في الانتخابات القادمة من خلال نظام (الكوتا) رغم ما وصلت إليه المرأة خلال التجارب السابقة في المشاركة السياسية ولم تصل إلى مكانة تتلاءم مع النسبة الكبيرة للنساء في عدد السكان مما يؤكد احتياجهن للدعم. لافتا إلى أن النظرة القاصرة للكثير من أفراد المجتمع حول محدودية دور المرأة وقدرتها على النهوض باليمن والمشاركة الفعالة في جميع مجالات التنمية بلاشك أثرت على مشاركتها السياسية في السابق، تأثراً بما أفرزه الموروث الثقافي والاجتماعي الشعبي وقلة الوعي بدور المرأة وفقاً للعادات والتقاليد.. كما لا يزال الطابع التقليدي يطغي على المجتمع اليمني ويؤثر على حراكه الاجتماعي. الكمالي : لترجمة شعارات الأحزاب الطالب الجامعي بكلية الإعلام صدام الكمالي يشير إلى أن المرأة ما زالت في اليمن حتى اللحظة تصارع من أجل الحصول على أبسط حقوقها الحياتية البسيطة واحترامها كعنصر هام ومؤثر في العملية السياسية والاجتماعية والثقافية، وعلى كافة الأصعدة.. مشيراً إلى أن الانتخابات النيابية القادمة ستكون نقطة فاصلة في صميم الحراك النسوي في اليمن، وسوف نشاهد جميعاً هل سيتم تطبيق نظام (الكوتا) فعلياً على الواقع، أم أنه سيظل حبراً على ورق؟ وهذا شيء ايجابي. وأضاف: الحزب الحاكم يقول بأنه أكثر الأحزاب اهتماماً بالمرأة لكن لن يكون كذلك إلا إذا ترجم إلى واقع، ولا نكتفي بالخطابات والشعارات الزائفة.. وأيضاً أحزاب اللقاء المشترك لديها فرصة لمراجعة حساباتها بخصوص المرأة واستخدامها كورقة أيام الانتخابات وحسب، ولكن ندعوهم إلى الالتفات إليها كعنصر مؤثر في العملية السياسية في البلاد، وبالتالي تقديمها كمرشحة وبقوة عنهم. العنسي : حتى لا تكون ورقة لإكمال النصاب من جانبه دعا المذيع الشاب في قناة (سبأ) اليمنية وائل العنسي إلى أن لا يكون ترشيح النساء في الانتخابات القادمة مجرد رقم لإكمال النصاب القانوني، وما هو موقفها كبرلمانية. متسائلاً هل ستمثل وجهة نظر الكتلة أو الحزب الذي رشحها إلى البرلمان أم تمثل أبناء جنسها من النساء، وهل هي على دراية أن أكثر من تمثلهن أميات وعاطلات عن العمل، ونحن في الألفية الثالثة؟ وهل يعلمن من يمثلن (حواء) اليمنية في البرلمان أن المرأة لا يسمح لها إكمال الدراسة المتوسطة والإعدادية، وإنما تقتصر على الدراسة الابتدائية وبعدها تصبح زوجة لأحد أقاربها ولو بالإكراه لاسيما في الريف؟ أمام هذه الأسئلة أقول: إن مهمتكن أيتها البرلمانيات صعبة. الناشط في المجال الشبابي من محافظة إب شائف الجابري، مع ترشيح النساء بعد أن استطاعت المرأة أن تفرض نفسها وتحصل على جواز مرور رغم كل العراقيل، وأصبح المجتمع يثق ويؤمن بقدرات المرأة في مجال التنمية بشكل عام من خلال النجاحات المتتالية بالتفوق في المجال العملي، بالإضافة إلى قدرة المرأة على الالتزام والانضباط في تنفيذ المهام الموكلة. فيما اعتبر شريف محمد الأشول - طالب بكلية اللغات قسم انجليزي - المرأة نصف المجتمع وأن المرأة بحاجة لحماية حقوقها الدنيا من خلال نظام (الكوتا)، أي نظام التمييز الإيجابي. مشيراً إلى أن انتخابات 93 كانت مشاركة المرأة بعدد امرأتين فقط، واستمرت بنفس العدد في 97 وفي 2003م فقد انخفض العدد في تمثيل نساء اليمن في البرلمان إلى امرأة واحدة فقط. عايدة : الأمل بخروج المرأة من السلبية السياسية رئيسة قطاع اتحاد المرأة في أبين عايدة الفضلي تقول: إن المرأة أصبحت رقماً صعباً لا يستهان به في الخارطة السياسية، ولكن في إطار النجاحات الواقعية ومساندة القوانين والحكومة للمرأة تجعل المرأة تخرج من السلبية السياسية وبقائها فيه على أساس أنها ناخبة سواء، فهي الآن مرشحة بنسبة 15 في المائة التي خصصت للمرأة وهو رقم مشجع لو طبق على مختلف المستويات والدوائر والتنظيمات.. ودعت رئيسة الاتحاد إلى أنه لو ظلت النسبة والاستراتيجيات مجرد حبر على الورق لن يحقق النجاح للنساء في الانتخابات، وإن الواقع يحتاج إلى عمل أكبر من تشجيع للمرأة ومتابعة لكفاءتها وإمكاناتها والوقوف بجوارها حتى تتكامل الجهود وتتوزع المهام وتكتمل الصورة الحقيقة للواقع والقانون بالتخطيط المتكامل الذي يجعل الجميع الرجال والنساء مشجعين للمرأة ومشاركتها على المستوى السياسي. البخيتي : حلم كبير وجميل أفراح صالح البخيتي - مساعدة منسق برنامج تمكين الشباب بمحافظة إب - تؤكد أن موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسية لم يعد موضوع نقاش بقدر ما أصبح موضوعاً حتمياً ومصيرياً، حيث كفل الدستور اليمني للمرأة حق الانتخاب والترشح، كما أتاح لها الفرصة للفوز بالمقاعد على المستوى المجالس المحلية والنيابية بنسبة تشجع كل من يناصر المرأة ويساندها. وأردفت أن الأهم هو كيف نصل بالعدد النسائي في البرلمان بما يوازي مقاعد الرجال.. وذلك لا يزال طموحاً مخلوطاً بحلم كبير وجميل في أن ترسم لوحة فريدة من نوعها على مستوى العالم العربي والإسلامي والدولي وأن تكون المقاعد النسائية مقاربة لعدد المقاعد الرجالية، وهذا هو الوضع الحقيقي للشراكة التي من المفترض أن تكون. الناشطة صباح بدري بكير أشارت إلى أن المجتمع اليمني ضرب أروع الأمثلة السياسية والديمقراطية على مستوى الخريطة العربية بشكل عام ،حيث إنه وعد المرأة ومكَّنها وأهَّلها سياسياً، ثم انتخبها ورشحها، بعكس الدول التي أخذت موضوع المرأة ومشاركتها كدعاية وترويج، وانتهاءً بمأساة تغييب النساء من قائمة الفائزين بالمقاعد البرلمانية.. منوهة بأن ما حصلت عليه المرأة من اهتمام دليل على التعددية والتمكين للشعب اليمني في مجال المشاركة السياسية بين الرجال والنساء وإن كان المشوار لا يزال يحتاج إلى إعادة النظر في العديد من المواضيع إلا أنه تظل الصدارة للشعب الذي بلغ المجد في صفحاته عندما تولت قيادته النساء الملكة أروى والملكة بلقيس. افتكار : نموذج ناجح لضمان المشاركة الشابة افتكار الشميري - من كلية اللغات - تؤكد أن نظام (الكوتا) نموذ ناجح لضمان مشاركة المرأة في المؤسسات الدستورية ورفع نسبة تمثيل النساء في البرلمان وتجاوز تراجع نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في الأعوام (93 - 97 - 2003م). وفي قراءة لإحصائيات مشاركة المرأة اليمنية في العملية الانتخابية منذ عقد التسعينات وأول تجربة انتخابية برلمانية منذ قيام الوحدة اليمنية في تمثيل المرأة سياسياً أظهر تراجع مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية منذ عام 2003 فقد شهد تراجعاً من اثنتين عامي (1993- 1997) في عضوية مجلس النواب ، إلى فائزة واحدة في عام 2003م. في حين بلغت نسبة الناخبات اليمنيات 38 ، 74 بالمائة من مجموع الناخبين في الانتخابات النيابية 2003م وتراجع عدد المرشحات رغم الانخراط القوي للناخبات مما دفع منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق المرأة للضغط على الأحزاب السياسية لتخصيص 15 بالمائة من مقاعد مجلس النواب للنساء. وتعزو الدراسات والأبحاث المتعلقة ضعف وصول النساء إلى مجلس النواب إلى تحديات اجتماعية ودينية واقتصادية وحزبية.