ها قد أنهيت قراءة كتاب (طفولة قلب) للدكتور سلمان العوده(582 صفحة) . عرفني فيها صاحب الكتاب على قريته،على مدرسة، على معهده العلمي . عرفني ما هو الطريق الذي سلكه منذ صغره حتى صار سلمان العوده الذي لا يشق له غبار؟ دكتور سلمان: لقد عشت معك كل تفاصيل حياتك في كتابك هذا، أنتقلت معك من القصيم إلى الرياض، ثم إلى مكةوجده وغيرها من مدن المملكة. عشت معك خمس سنوات في السجن، أحسست بألمها عليك وكأنها خمس سنوات من عمري. كأني أقف خلفك وأنت تستقبل أول زائر لك،عشت معك الشعور بفرح هبة الله لك ولدك ( البراء)، وحزنك على بعده عنك، شعرت معك كيف كان يزورك -البراء- بين الفينة والأخرى، وهو يكبر وينتقل من مرحلة لأخرى، وأنت بعيد عنه، يبكي كي تعود معه للمنزل غير متفهم لحكم سجن لا يعرف دموع طفل بريء . كأنني ضمن المجاميع التي أتت تزورك أثناء خروجك من السجن. بل ربما كنت أقرب الجالسين إليك وكأنني أسمع الرقيب يهمس في أذنيك بأن : هذا الوضع لا يحتمل. دكتور سلمان: كنت أشعر أثناء قراءتي أنني من الشباب القريبين منك الذين اطلقت عليهم لقب( أصحاب المفاتيح) وعندما أقوم بنشر بعض العبارات الرائعة من كتابك هذا لأصدقائي أحس أني منهم فعلا. مضيت في كتابك وكأنني بين رفقاء مسيرة حياتك: عبد الوهاب الطريري و صالح المرزوقي و الدخيل وغيرهم ممن ذكرتهم. أخيرا دكتور سلمان: شكرا لك، فقد وضعت بين يدي تجربتك في الحياة وجعلتني ملما بالأحداث التي حصلت في ذلك الزمان وكما قيل (عندما تقرأ لشخص ما فإنك تتجول في عقله) وأي عقل هو عقل د. سلمان العوده ؟ فرج الله همك وفك أسرك وأعادك إلى أسرتك سالما غانما سعيدا لتكتب لنا فصلا جديدا من رحلة الحياة التي ندعو الله أن تطول ونقرأ جزءها الثاني في طفولة قلب(2) .