نعم هذا هو واقع الحال العربي التعيس وأزعم واثقاََ أن التأسيس لهذا الواقع قد بدأ منذ التسليم بسياسة المحاور وتحديداََ محوري المقاومة والممانعة الذي رفعت رايته الجمهورية العربية السورية وحركات المقاومة العربية المسلحة وتبنته جمهورية إيران الإسلامية من جانب ومحور الاعتدال الذي رفعت رايته المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية و تبنته الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن المعلوم أن هذان المحوران قد جاءا في ظل عصر القطب الأمريكي الواحد في النظام الدولي وتحديداََ بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق. وبدون الدخول في التفاصيل فلقد تمزقت آخر أواصر وعرى النظام العربي الحديث المتمثل بجامعة الدول العربية والأمن القومي العربي وكل الأهداف والقيم الذي تأسس عليه هذا النظام ومنها المصير المشترك والصف الواحد والتكامل والتضامن الخ على يد هذان المحوران الكبيران وسوف ينتهي العرب وتنتهي الأمة لا قدر الله اذا ما استمرت الأوضاع على ماهي عليه دونما أي صحوة من عقل ولا ضمير. لقد برهن كل محور عن قوته وصلابته وعناده في وجه الآخر فقط وأثبت أنه يمتلك القدرة على إيذائه والتنكيل به ومنعه منعاََ باتاََ من تحقيق النصر الكامل وتحقيق أحلامه واهدافه عن حق او عن باطل دون أن ينتبه كلا الطرفين إلى كونهما معاََ وكل على حدة يتحولان في أتون الصراع بينهما إلى أداتين وظيفتين بيد القوى الدولية التي تتبناها لتحقيق مصالحها في المنطقة وفي تنافسيتها على الصعيد العالمي فيما تدفع فاتورة ذلك الغباء و الحمق الأستراتيجي السياسي شعوب الأمة من دمائها ومن كل مقدراتها مع ارتداد وتدهور حضاري وانحطاط لا سابق ولا مثيل له. لقد أثبتت الأحداث المتلاحقة منذ غزو العراق انه لا يمكن أبداََ أن ينتصر أحد المحورين المشؤومين على الآخر ولا أن يحقق ما يرفعه من شعارات وأهداف غير واقعية بل وعلى الضد من ذلك انها فقط عملت وتعمل بنشاط على تقويض وتدمير كل أسس العمل العربي المشترك وكل اواصر وعرى الأخوة العربية الإسلامية وأن استمرار الصراع بين المحورين الذي يصفه بعض المنظرين الطفيليين بأنه صراع مصيري إنما يطلق كل قوى التخلف والرجعية ويحفز كل البنى التي تنتمي إلى واقع ما قبل الدولة ودونها من القوى القبلية والمذهبية والطائفية والمناطقية وغيرها التي تزج شعوب امتنا في صراعات لا نهاية ولا أفق لها بالمطلق سوى تدمير النسيج الاجتماعي والحضاري والثقافي لأمة العرب والإسلام. إننا نرفع الصوت عالياََ وندعو كل قوى الأمة الحية وطلائعها المتنورة في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية وجميع النقابات ومنظمات المجتمع المدني وكل البرلمانيين والسياسيين والوجاهات الاجتماعية في كافة الدول والبلدان العربية خاصة والإسلامية عامة للنهوض بواجب المسئولية والأمانة الواقعة على عواتقهم لإيقاف عبث الصراع وتصفية سياسة المحاور في الساحتين العربية والإسلامية والعمل على وقف الجنون الناجم عن سياسات المحاور ومنتجاتها المدمرة والعمل بدلاََ من ذلك على استعادة أسس العمل المشترك الواحد والمؤسسات الواحدةعربياََ واسلامياََ واخضاع كافة أشكال التنافس وكل الخلافات لصالح المشتركات والجوامع والمصالح العليا للأمة النابعة عن جوهر الحضارة العربية الإسلامية العريقة والواحدة. هذا والله من وراء القصد وإليه عاقبة الأمور.