لاينكر حال التعليم (المعّوج) وتدهور وضعه إلا إنسان أما أن يكون أعمى البصر والبصيرة أو منافق (معلوم) النفاق, أو من له مصالح وإرتباطات بأصحاب القرار ممن يناصفهم (كعكة) الفساد التي بسببها تدنى مستقبل الطلاب وبات في الحضيض ولا يسر عدو أو صديق.. طوال السنوات العشرين الأخيرة وحال الأجيال من سيء إلى سوأ وفي تدني خطيرة جداً جداً دون أن يحرك أصحاب القرار (ساكناً) حيال ذلك رغم علمهم أننا سنصل إلى مرحلة لايمكن لنا فيها علاج حال الطلاب المتدهور ومستواياتهم المتدنية وما آلت إليه بعد أن ماتت ضمائر الكثيرين من أصحاب القرار بمباركة بعض المعلمين.. ومع ذلك ظل الحال على ماهو عليه وظل (السباق) على إفساد الطلاب (محموم) ويسير بوتيرة عالية وكأننا في صراع مع من (سيفسد) أكثر ومن سيدمر أكثر, وفعلاً نجح كل من سعى لتدمير مستويات الطلاب وزراعة الأمية في مدارسهم وأوساطهم حتى بات واقعم اليوم كما نشاهده.. ورغم هذا وذاك, ورغم تدني مستويات الطلاب, ورغم الأمية التي أستفحلت في مدارسنا وعدم معرفة أبنائنا بأبسط مقومات اللغة وأبجدياتها وفك طلاسم الكلمة وقرائتها أو حتى كتابة أسمائهم بالشكل المطلوب والصحيح ظهرت لنا ظاهرة الإضراب من قبل المعلمين والمطالبة بحقوقهم (المهدورة) التي ضاعت بين مناكفات الساسة وتدهور وضع البلاد, وهذا الأمر يزيد الطين (بلة) ويصب زيت المعاناة على جمر الواقع المزري.. انا لست ضد أن يطالب المعلم بحقوقه, ولست ضد أن يعمل وفق اللوائح والنظم التي تكفل له حقوقه وتحًرك المياه الراكدة في عالم الساسة وأصحاب القرار الذين يعيشون في (سبات) عميق جداً لم يصحوا منه حتى اللحظة رغم الرسائل التي تتالت على طاولاتهم الموقرة, ولكنني ضد أن يكون الطالب هو (الضحية) وهو كبش الفداء والمحرقة لهذا الصراع العقيم بين المعلمين وأصحاب القرار.. أنا ضد أن يكون الطلاب هم (الورقة) التي يستخدمها المعلم للضغط على الدولة للمطالبة بحقوقهم فليس له ذنبه في ذلك ولا ناقة له ولا جمل في كل مايحدث لاسيما وقت الدراسة طالما ومع المعلمين متسعا من الوقت للمطالبة بحقوقهم (المهدورة) بعيداً عن سياسة (لي) الذراع وتدمير مستقبل الطلاب.. نحن مع أن تلتفت الدولة لمعاناة المعلمين في ظل الواقع المزري الذي يعصف بالبلاد ويدفع المعلم ضريبة تبعاته من (قوًت) أبنائه وتردي حاله ووضعه المعيشي مقابل (الفتات) الذي يُصرف له وضياع الكثير من الحقوق التي كفلها له الدستور والقانون, مع المعلم قلباً وقالب في أن يجد آذان صاغية تسمع أنينه ومعاناته وكل ما يعتمل في صدره ولكنني أكررها أنا ضد أن يكون الطالب هو الضحية وكبش الفداء, فجميعنا لدينا أبناء ونعرف مستوياتهم وحالهم ومن المؤكد أن الإضراب سيكون (القشة) التي ستقصم ظهور الطلاب (المعًوجة) من واقع التعليم (المعًوج).. ننتظر أن يجد المعنيون الحلول الناجعة لحل هذه المعضلة ورفعها عن الطلاب وقبلهم المعلمين لتدارك الأيام الباقية من الفصل الدراسي الثاني الذي لن يطول كثيراً.. مودتي للجميع..