لما يقوم به المعلمين من وقفات احتجاجية وإضرابات متفرقة ومستمرة تتخلل العملية التعليمية وذلك عند أنطلاق كل عام وفصل دراسي ليحل كل أضراب كما تعودنا في الأخير بالاتفاقيات المبرمة وابالوعود المتكررة دوما من قبل وزارة التربية والتعليم للنقابة التعليمية ليكون بعدها التطبيق هو المحك والاختبار الصعب الذي يصبح بمثابة الصخرة التي تتحطم عندها أمال المعلم والمربي والطالب والمجتمع على حد سوى وبذا يتحول لما تمخظ عنه كل إضراب فقط يزيد من حنوط العملية التعليمية فوق ما هي محنط بمساوي تضاف إلى ما قبلها من مساوي دون اي نتيجة تذكر تصب في خانة المعلم لكي تعود بالفائدة عليه وبتحسين العملية التعليمية. وفي ضل وضعا صعبا ومعقد كهذا يصم المؤثرين أذانهم عنه ولا يستدرك اولئك القوم حجم الكارثة التي سيجني الجميع ثمارها مستقبلا ناتج هذا التدهور المتعمد من يطال مؤسسة حيوية هامة برمتها وركن هام ترتكز عليها عملية الاستقرار والبناء والتنمية. مع أن الكل لا ينكر بل ويعترف بهذا التراجع والذي لم يكن وليد اللحظة الراهنة بعينها هذه ولكن اتا على سنين ومراحل من العمل الممنهج لتدمير التعليم في الجنوب إلى جانب الشمال الذي لم يكن بأحسن حال منه فواحدة من تلك الوسائل كانت تدمير كيان ذات المعلم نفسه من يعد مرتكز واساس لكل فشل ونجاح يطال العملية التعليمية وبذلك يطال المجتمع برمته. وللأمانة اقولها يحنق من حنق اننا أصبحنا جميعا كسلعة كاسدة ومعروضة بأبخس السعر والأثمان لا يقبل من يود شرائها وما يأتي يوما إلا ويضيف تراجع جديد في قيمتها بعدها ستكون أمام أمرين أما أن يتم رميها وأعادتها في المخزن او التصدق بها إلى اي جمعية خيرية لتتصرف بها. وعليه قد يغدو من وجهة نظر الكثير هذه الإضرابات المستمرة للمعلمين لا تقدم ولا تأخر من الأمر شيئا والتي تقوم بهدف تحسين وضعه المعيشي. من عليه يتساءل البعض. ما الفائدة من هذا كله وإذا كنت تغني ومن يجلس بجانبك اصنج وبالنسبة له كأن لا يعنيه من الأمر شيئا ولو غنيت ما غنيت وطبلت ما طبلت فلن تجد أذان صاغية. لمن تقصده بهذا العمل.؟ وقد يكون هذا حقيقة ما منها مفر فمن البديهيي اصلا إذا كان من تتوقع منه ردات الفعل اصنج أن يكون الطرب عنده قد أنتزع بفقدانه أحساس السمع . لتغدو المسألة لديه لا تنطلق من فقدان الشعور وللمعلم ليس اكثر من مجرد مضيعة للوقت والجهد وهو يمضي يتفاعل يحاول لكي يشد ويستميل من يراه متنح امامه . بكذا تصير القضية هي معادلة بحد ذاتها لم يتفهمها ويتقنها هو ورغم انه معلم وذلك لصعوبة فهم مجهولها ومتغيرها. وبالتالي لن ترد حقوقه إلا عند فهم مجهول المسألة والتي وضع مقابلها وطن ظاهر وهو ضائع من بضياعه ليس المعلم وحده من ضاع ولكن ضاع الجميع وضعنا كلنا.