* لم أتمكن من متابعة المباراة النهائية للدوري التنشيطي لأندية الدرجتين الأولى والثانية لكرة القدم بين فريقي شعب حضرموت ووحدة عدن التي جرت وقائعها على ستاد سيئون الأولمبي وفاز فيها الشعب بركلات الترجيح لتخطف نوارس المكلا كأس البطولة وتحلق بها عالياً على بساط "ثنائية" الجدارة والاستحقاق !! * لكن الصور القادمة إلينا من مدرجات ملعب المباراة وهي ممتلئة على آخرها بالجماهير الرياضية عكست بكل الألوان حقيقة أن حضرموت "الأرض والإنسان" وادياً وساحلاً وريفاً وحضراً تتعاطى مع "الرياضة" كضرورة الماء والهواء !
* لوحة جميلة رسمتها الجماهير الرياضية الحضرمية بتلك الصور والمشاهد "المدهشة" جعلتنا نستدعي صورا محبوسة في زوايا الذاكرة لماضٍ جميل "تولّى" عندما كانت الجماهير تحجز أماكنها مبكرا وتحيي روابط التشجيع المزلزلة في مدرجات الحبيشي والظرافي والثورة وغيرها من الملاعب اليمنية بمنتهى المثالية قبل أن تهجرها في زمننا الراهن متأثرة بهبوط المستوى الفني للفرق واللاعبين وتراجع قيمة اتحاد الكرة بعد اختطفه شيوخ الفيد وحولوه إلى غنيمة !!
* آه .. يا حضرموت كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء .. كم كنتِ عظيمة مذهلة وأنتِ تمدّي بسخاء ملعب سيئون الأولمبي بالجماهير منذ الصباح الباكر حتى امتلأت مدرجاته عن بكرة أبيها في صورة ذكرتنا بالزمن الجميل !!
* حضرموت .. لقد أثبتتي أنكِ "استثناء" فريد لا ينازعكِ ملكه أحد .. إنكِ الرئة التي تتنفس منها الرياضة اليمنية في زمن الحرب والملمات الكبيرة .. إنكِ أيقونة الرياضة والحب والسلام ، والأرض التي تتكلم بلغة كرة القدم !
* لقد تألقت حضرموت في إنتاج الصورة فأخذت من "العسل" الدوعني جودته ومن "الرطب" السيؤني مذاقة اللذيذ بشهادة المتابعين وأكثر من "50" ألف مشجع كانوا "الابتسامة" الجميلة لتطلع الصورة "حلوة" بهذا الجمال والدلال حتى خُيل لي أنني في إقليم كاتالونيا وليس في حضرموت !!
* وحتى تتكرر تلك الصورة الجميلة في ملاعبنا ، فلمَ لا تُمنح حضرموت "6" مقاعد ثابتة نابتة في دوري الأضواء خدمة لإستعادة وتيرة الأداء الكروي وحرارة التنافس المفقود منذ عقود باعتبار الجماهير ملح المباريات وعنوان نجاح البطولات مع كل حالة دوران للمستديرة الساحرة !!
* قد يكون الغيب حلواً ، إنما الحاضر الرياضي سيكون أحلى في حضرة صاحبة الفخامة والسمو "حضرموت" لو منحناها قدرها من الاهتمام والاحترام !!