ثلاثة وعشرون يوم استثنائية عشناها بحلاوة أرضها من بين أكثر من خمس سنوات من القهر والدمار والحروب التي طحنت بلاد السعيدة وجعلتها تعيسة لابسة ثوبة الحزن بجنوبها وشمالها وكل أرجاءها الجميلة ونفوس شعبها العظيم بتاريخه وقوة باسه. ولعل الرياضة في اليمن تكاد تكون المتنفس الوحيد الذي يلجأ إليه الناس لنسيان همومهم حين تراهم بكل عشق وجنون وتلهف يباركون ويفرحون ويتباهون ولو حتى بظهور أحد منتخباتنا بأي مشاركة رغم علمهم بمستوانا وفارق الإمكانيات بيننا وبين الآخرين ولعل الخمس السنوات الماضية خير دليل. اليوم ومن أرض سيئون المحبة والسلام ينبعث لنا الأمل ويولد لنا من جديد ويبرهن ذلك الجنون والشقف الكبير لدى جماهيرنا الرياضية حتى كانت كل أنظار الوطن في الداخل والخارج تتجه للاستاد الأولمبي الذي مضى على تشييده أكثر من 20 عاما واصبح خارج أولويات الدولة السابقة أو الحالية. لكنه امتلأ عن بكرة أبيه بتنافس ثمانية أندية وصلت للمرحلة الثانية من الدوري وهي: وحدة عدن، التلال، أهلي صنعاء، شعب حضرموت، أهلي تعز، الهلال، اتحاد إب، اليرموك. وقد كانت المرحلة الأولى على شكل تجمعات لأندية الدرجة الأولى والثانية شارك فيها 34 ناديا يمثلون الدرجتين. ختامها مسكا حضرميا
في نهائي الدوري_التنشيطي_اليمني الذي كان مسرحه استاد سيئون الكبير بلقاء جمع الأخضر العدني وحدة عدن بصاحب الأرض والجمهور شعب حضرموت الذي حسمه الاخير بركلات الحظ الترجيحية. نهائي اهتزت فيه الارجاء وتعالت فيه الأصوات مدوية لأكثر من 50 الف متفرج كان حاضرا سمع صداهم كل اليمن والعالم على قناة حضرموت الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ليصبح حدثا فريدا تكلم عنه الجميع ولفت أنظار كل السياسيين والمتصارعين في وطني المكلوم. جماهير بسيطة عاشقة تواقة للسلام ولعودة النشاط الرياضي بكل المحافظاتاليمنية لأن الرياضة أصبحت المعترك الحقيقي الذي يستحق الاهتمام به لما يشكل من أهمية كبيرة في المجتمع بكل اطيافه المختلفة. جماهير الأخضر تتمدد
دخل فريق نادي وحدة عدن وعينه على اللقب كما يحب دائما أن يعتلي منصات التتويج بعد العروض القوية والجميلة التي يقدمها هذا النادي بنموذجية إدارته الشابة والطامحة لعودة بريق البيارق لمجدها الماضي بعد أن طُمس خلال الثلاثين عاما الماضية بفعل سياسات الاقصاء التي عانى منها النادي ونجومه. اليوم نادي الوحدة العدني يستعيد عافيته ويعود أسمه يلمع بفعل سواعد شبابه حتى كانت سيئون شاهدة على ذلك الحب والقدر الكبير لدى جماهير الأخضر في عموم محافظة حضرموت، حبا ضارب في جذور التاريخ بدأ يتجدد ويتمدد ويتوسع إذانا بعهد جديد أُعلن ميلاده من سيئون رغم خروج الأخضر بوصافة الدوري إلا أن العزيمة والإصرار كانت تشع من وجوه الخُضر لما هو قادم.
إتحاد كرة القدم سلبيات وايجابيات
خطوة اقدم عليها الاتحاد اليمني لكرة القدم في استئناف الدوري اليمني بشكل تنشيطي تستحق الإشادة رغم بعض القصور والسلبيات التي رافقت البطولة إلا انها مضت وخرجت إلى بر الأمان لأنها فقط بسيئون وبحلاوة جمهورها الذي رسم لوحة جميلة عكست واقع وطننا المؤلم وكانت العلامة الفارقة في البطولة وجعلتنا جميعا كرياضيين وإعلاميين نتحمس ونواصل مناشداتنا للقائمين بأن يعود دورينا العام وبأي شكل من الأشكال.
ما أن أعلنت قناة حضرموت الفضائية عن نقلها لوقائع اللقاء الختامي إلا وجماهيرنا من كل حدب وصوب يسرعون إلى ضبط أجهزة الاستقبال لتكن قناة حضرموت وطاقمها الأكثر من رائع بقيادة مدير القناة والمشرف العام لوقائع النقل المباشر الاستاذ خالد بامشوس عند حسن الظن ليبهرونا بما قدموه وخلال فترة وجيزة جدا رغم رداءة الاتصالات وضعف إشارات الإرسال. فمنذ الترتيبات الأولى للقناة كنت متواجدا وشاهدا على ذلك الألق لمجموعة كانت كخلية النحل تعمل ليلا ونهار حتى رأينا ذلك العرس يكتمل جمالا ويخرج لنا بصورة جميلة على تلك الشاشة الحضرمية الأصيلة بأصالة تاريخ موطنها العريق، بأسمي وبأسم كل الجماهير اليمنية نتقدم بشكرنا لقناة حضرموت والقائمين عليها متمنين أن تستمر في نقلها لأي بطولات قادمة كونها النافذة الوحيدة للجمهور اليمني في الداخل والخارج.