لقد طفح الكيل بالشعب وبلغ السيل الزبى ولم يعد بمقدور أحد تحمل المزيد من المعاناة لاسيما ان الحرب على وشك الولوج على عتبات العام السادس والحال - الذي لا يسر صديقاً ولا عدواً - على ما هو عليه دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراجة قريبة ، فكل يوم يمر يزيد الوضع تعقيداً وتأزماً ..!. فالوضع المعيشي الصعب لا يخفى على أحد ، فقد أثقلت الأسعار الجنونية التي ترتفع كل يوم نتيجة تدهور العملة الوطنية أمام العملات الاجنبية ، كاهل المواطن ، وجعلته عاجزاً عن الإيفاء بمتطلبات الحياة اليومية الضرورية ولو في حدها الأدنى .. وقد زاد الطين بلة تأخر المرتبات والمعاشات حيناً وانقطاعها حيناً آخر ..!!.
وهناك جانب آخر من المعاناة وهو جانب الخدمات ، حيث يشكو المواطن في كافة المحافظات المحررة وبالأخص في الجنوب من تردي الخدمات وانعدامها فلا كهرباء ولا مياه والخدمات الصحية في المشمش والعملية التعليمية والتربوية معطلة إلى أجل غير مسمى وأما النظافة فحدث ولا حرج فقد أصبحت شوارعنا مليئة بأكوام القمامة وطفح المجاري ؛ وهلم جرا .. وما يحز في النفس أنه تم اقحام الخدمات - لاسيما الكهرباء - في الصراعات السياسية وتسخيرها لخدمة تلك الأجندات والمآرب ..!!
ويا ليت الأمر يقتصر على ذلك وحسب بل تعداه حتى إلى الجانب الأمني ، فقد وصل الانفلات الأمني إلى درجة مريعة لم يعد بمقدور المواطن تحملها خاصة بعد انتشار الاغتيالات وعمليات القتل المجانية التي تقيد ضد مجهول وتطال أبرياء ، فأصبح ذاك المواطن المسكين المغلوب على أمره خائفاً يترقب ؛ فلا يدري هل يعود إلى المنزل بقدميه أم محمولاً على الأكتاف ..؟!!.. وحقيقة ربما يصبر المواطن على الوضع المعيشي الصعب ويتحمل الأعباء وغياب الخدمات لكن ليس بوسعه أبداً العيش بدون أمن يحقن الدماء ويعصم الأرواح ويصون الممتلكات ..!!.
وأمام هذه المعاناة المستمرة والمتفاقمة التي يقابلها التحالف بالتجاهل وغض الطرف لابد لنا من مكاشفته ومطالبته بوضع حد لهذه المعاناة وتحسين الأوضاع وتطبيعها وتوفير الخدمات ومحاربة الجريمة والفساد وسرعة الحسم العسكري الذي لو تحقق ستبدأ مرحلة جديدة ربما ستكون أفضل بكثير مما نعيشه اليوم ..! زكريا محمد محسن