استغرب من الذين يفرحون ويهللون بقرار مجلس الأمن الدولي بخصوص وحدة اليمن، فقرار مجلس الأمن الدولي لم يشير إلى فرض أهمية وحدة اليمن، وانما أشار إلى أهمية وحدة اليمن دونما يشير إلى أسم الجمهورية اليمنية، فقد جعل كل الخيارات التفسير مفتوحة. لا أحد يأخذ قرارات الدولية محمل الجد فمن يحركها هي مصالح الدول، وقرار هذا المشروع فقد حركته أموال المملكة العربية السعودية حفاظا على مصالحها في اليمن، ولهذا أمتنع الحلف الروسي والصيني عن التصويت، ويعتبر هذا مقدّمه لتقسيم اليمن على نار هادئة، فروسيا ستعود إلى الجنوب ولن تفرط بحليفها القديم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوباليمن التي أنتهت عقب حرب 94م على فتاوئ مشائخ أخوان المسلمين اليمن. امتناع روسيا الأتحاديه مع حليفتها الصين الشعبية على التصويت يشير على قيام روسيا على تغزيم وتحجيم المملكة العربية السعودية وفرض أحترامها لروسيا الأتحادية، فلروسيا الأتحادية أرث كبير من العداوة ضد تنظيم أخوان المسلمين، وتصفيات حسابات مع المملكة العربية السعودية. تعمل روسيا على ضغط المملكة العربية السعودية لأجل الأبتعاد ورفع يدها عن دعم توجهات أخوان المسلمين، فالمملكة العربية السعودية تدعم وتحارب توجهات أخوان المسلمين حسب توجهات مصالحها، فقامت بمحاربة توجهات سياسة أخوان المسلمين في السعودية ومصر، ودعمت توجهات سياسة أخوان المسلمين في سورياواليمن. ولأجل نعرف كثيرًا ونستوعب الأمر بشكل جيد ، لنعود قليلا إلى الوراء وسنجد بداية أفول نجم بريطانيا العظمى في الخمسينيات من القرن الماضي، أصبح الوريث الشرعي لبريطانيا في المنطقة هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، القوّة الصاعدة المهيمنة حديثا، فعلاقة مع الإخوان المسلمين ورثت، من البريطانيين إلى الأميركيين. ونظرًا للعلاقة وتعاون بين تنظيم أخوان المسلمين وأمريكا، قامت أمريكا بتوجيه تلك العلاقة في التعاون في مواجهة النفوذ الأتحاد السوفيتي وتصدي له في أفغانستان والمنطقة العربية، وضرورة التصدي له إسلاميا عبر أخوان المسلمين بدعم من المملكة العربية السعودية، دون الحاجة إلى تدخل أمريكي مباشر، بل ستوفر أمريكا كل أنواع الدعم للمقاتلين الإسلاميين في مواجهة النفوذ السوفييتي عبر دعم المملكة العربية السعودية في تلك المرحلة، فتم ولادة تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي كان عنوانا لذهاب كل المقاتلين الإسلاميين من دول العربية والإسلامية لمواجهة ما وصفوه بالإحتلال السوفييتي لتصدي لنفوذ السوفييتي لأجل حرف النظر الرأي العربي عن المعركة مع إسرائيل التي كانت كل يوم تزداد توسعا في الأراضي الفلسطينة . وعند أنتهاء وإنهاء الحرب في أفغانستان تم إعادة المقاتلين الإسلاميين من أفغانستان إلى اليمن وأعلان مشائخ تنظيم أخوان المسلمين في اليمن فتاوئ الحرب على دولة جمهوية اليمن الديمقراطية الشعيبة في جنوباليمن لإنهاء آخر حليف ونفوذ للأتحاد السوفييتي. المملكة العربية السعودية كانت لها يد في حرب وإنهاء الأتحاد السوفييتي عبر تعاونها مع الأمريكان في دعم اتنظيم أخوان المسلمين لتصدي لنفوذ الأتحاد السوفييتي، ويأتي هذا التعاون بين أمريكا والمملكة العربية السعودية بما يوافق مصالح المملكة العربية السعودية في دعم أمريكا لنفوذ المملكة العربية السعودية في حمايتها وتوسع مساحة أراضي المملكة العربية السعودية على حساب دول وأمارات شبة الجزيرة العربية عقب سقوط الخلافة العثمانية