" ايها النوم انك تقتل يقظتنا " وليام شكسبير. على اعقاب توديعها العام الخامس دونما انفراجة حقيقة او حتى تقدم بسيط يبدو ان الازمة باليمن اصبحت على موعد وشيك قد تستفيق من خلاله على تجليات فصل آخر من الصراع والتعقيد اكثر ،اذ يبدو حقا ان احداث الاشهر القليلة الماضية قد اماطت اللثام عن كثير من خفايا هذا الصراع وادوار اللاعبين فيه ليتضح بعد ذلك جزء كبيرا من غموض المشهد وتزاح الغشاوة ايضا امام حقيقة التجاذبات والعقبات التي طالما رافقت سنوات الصراع الماضية باليمن.. دعنا نلقي نظرة سريعة على خلفية هذا المشهد والتطورات الاخيرة التي طرأت على ملف الصراع اليمني ! المؤكد ان دائرة الخيارات باتت تضيق اكثر امام القيادة السعودية فيما يتعلق بإدارتها لملف الصراع والأزمة باليمن، كما ان عاقبة الحسابات الخاطئة لايمكن تداركها من خلال خطوات مرتعشة ومبهمة كتلك التي واكبت اعوام الازمة الفارطة.. فالرهان الخاطئ منذ البداية على أدوات محلية ساهمت أساسا في صناعة الازمة قطعا سيقودك الى ازمة اكبر منها وهو ماحدث بالضبط مع الشقيقة الكبرى التي باتت اليوم غارقة حتى أذنيها في مستنقع الصراع اليمني حينما جعلت من قيادات الاخوان دليل طريقها في صحراء الازمة اليمنية عبر تبنيها لسياساتهم وتفضل رؤيتهم ظنا منها بانهم ليسوا إلا أوراقا ترمى بعيد إنقضاء الحاجة منها ليتبين عكس ذلك تماما .خاصة وان العلاقة بينهما اليوم اضحت حائرة في جدلية " من يحتوي من؟".. عموما ..المعطيات الاخيرة المتصلة برسالة المجلس الانتقالي المطالبة بتدويل اتفاق الرياض بعد تعثره مرارا الى جانب احداث المهرة الاخيرة جميعها اضحت تدعم كثيرا سيناريو سحب بساط التفويض الدولي الخاص باليمن من تحت قدمي السعودية والتحالف ان جاز التعبير خاصة وانها كشفت إمتعاضا محليا وإنقسام دوليا حول الاداء السعودي برمته وهو امر تمت ترجمته عمليا في القرار الاممي الاخير .. الإخفاق السعودي المتفاقم للأسف فتح الشهية مجددا لدى الاخرين في اعلان رغبة التدخل في ملف الصراع اليمني وهذا ما يمكن فهمه من امتناع روسيا والصين عن التصويت لصالح مشروع القرار الاممي 2511 والذي تبنى الى حد كبير الرؤية السياسية الخشبية للمملكة فيما يخص مسار الصراع ومستقبل الازمة في اليمن.. نتوقع هنا مناورة اخيرة تتمحور حول تراجع الحضور السعودي وكالعادة تحت مظلة التنسيق والإيحاء الاميركي في مقابل ذلك ننتظر بروزا وعودة تدريجية لجهود اممية واوروبية وربما مصرية ايضا بغية قطع الطريق امام محاولات التدخل الاخرى وفي نفس الوقت سيكون ذلك بمثابة الغطاء المناسب لستر عورة الاخفاق السعودي الحاصل والحد من تفاقمه اكثر ؛ وعلى إثر ذلك قد نشهد اهتماما وتوجها اوسع نحو مكونات الداخل وخاصة الجنوبية منعا لإستثمار خلافاتها من قبل خصوم المملكة .. للاشارة فقط مستقبل اتفاق الرياض بات حاليا مرهون بالتحرك الدولي الجديد ولم يعد بيد القيادة السعودية كما كان سابقا لهذا ربما سارع المجلس الانتقالي بتوجيه رسالة تدويله ولذات السبب ربما لم تجد الشرعية اليمنية حرجا في تعيينها محافظا جديدا للمهرة في مخالفة نصية واضحة منها وتماهي اوضح من رعاة الاتفاق طالما وان مبرر ذلك هو تقنين النفوذ العماني بالمحافظة وكذا توجيه رسالة قوية تعكس مدى انزعاج السعوديين من تدخلات الاخرين وهو أمر كما يبدو اكثر اهمية لدى راعي الاتفاق من تداعيات خرق بند ثانوي فيه .. ..عدا ان مضي تلك الخطوات وإتساع رقعة تداعياتها بلاشك ستغدو الثقوب المطلوبة لخلخلة الهيمنة السعودية شبه المطلقة على ملف الصراع وأدواته باليمن .. وفي ظل تجدد أوجه الصراع وهوس النفوذ وفق معطيات جديدة، هل يمكن القول ان حقبة التحالف العربي اضحت تعيش خريفها الاخير باليمن؟ لكن بالمقابل هل سيكون تكرار مشهد الربيع الليبي او السوري على حدود الشقيقة أمرا مقبولا منها؟..