للطبيعة العديد من الأنظمة والقوانين التي يجب علينا كبشر ان لا نقف ضدها او نعترض على ما في الكون الفسيح من سنن مختلفة ومتنوعة تترافق دوماً مع مسارات حياتنا اليومية، ومن هذا القبيل علينا ان لا ننكر التطورات الحادثة والمتغيرات الكونية المتلاحقة والمتعاقبة ولا ننفي أسبابها ونتائجها ولا نعطل منطق المقدمات وحتمية النتائج، ولا نغمض الأعين عن الحقائق ولا نغض الطرف عن الوقائع ولا نهجر العلم ونلوذ إلى التكهن والشعوذة والسحر والدجل والجهل، بل علينا ان نؤمن يقيناً تاماً بالله عز وجل الخالق المدبر لشؤون الحياة، الذي قدر الموت والحياة وكتب الصحة والمرض والعافية والسقم والغنى والفقر وأنزل الداء وأوجد الدواء وخلق السعادة والشقاء وقدس النور والعلم وأقسم بالحرف والقلم وعلم الإنسان ما لم يعلم ودعاه لأن يتعلم وأن ينفر ليتثقف ويواجه صلف وشقاء وقساوة الحياة ويتغلب على صعابها وينتصر على تحدياتها ولا يقف عاجزاً أمام مستجداتها أو ضعيفاً في مواجهة تطوراتها، من هنا اخي الفاضل واختي الفاضلة القراء الأكارم جميعاً يجب علينا ان نعترف بالأوبئة والكوارث ونسلم بالبراكين والزلازل ونخشى الطوفان ونتحسب من العواصف وندعو الله عز وجل مع البرق والرعد وعند نزول المطر بأن يكون حوالينا لا علينا، وأن يكون غيثاً وسقيا رحمة وليس عذاباً وسيول نقمة، وان نستذكر سنوات الطاعون والكوليرا وأوبئة السل والتيفوئيد ولا ننسى أجيال الانفلونزا وأشكالها وكل أنواع الأمراض التي صنفها العلماء أوبئة عالمية واعتبروها كوارث إنسانية ووقف العالم كله في مواجهتها والتصدي لها حتى تمكن من القضاء والإنتصار عليها بفضل الله وبجهود مخلصة من علماء وأطباء دفع بعضهم حياته ثمناً لها من خلال سعيهم للسيطرة عليها وابتكار الدواء المناسب لها. اننا اليوم اعزائي جميعاً نقف أمام "كورونا" محتارين وهو المرض الجديد الذي اجتاح العالم وغزا الكون كله وننظر إلى هذا المرض الفتاك بعين الريبة والشك وهو الذي جاء بعد سنوات من انفلونزا الخنازير وجنون البقر وسارس وغيرها من الأمراض والأوبئة التي أصابت العالم كله بالذعر والخوف وألجأته إلى اتخاذ إجراءات مشددة من الحيطة والحذر واعتماد سبل وقاية علمية ووسائل حماية كبيرة مكنته من السيطرة والإنتصار عليها رغم سرعة انتشارها وشدة آثارها، اليوم علينا ان نتساءل بعقلانية ومنطقية مطلقة عن أسباب انتشار أو انطلاق هذا المرض من الصين وانتقاله السريع إلى دولنا العربية قبل تفشيه في الدول الأخرى، لنجزم أنه ليس ظاهرة طبيعية بل هو فعل فاعل وصناعة بشر وقرار إنسان كما تؤكد ذلك الكثير من التحاليل والتصريحات الطبية. البعض يرى بان الولاياتالمتحدة هي من تقف وراء نشر هذا الفيروس القاتل انتقاماً ضد الصين التي تتحدى الولاياتالمتحدةالأمريكية اقتصادياً وتكاد تنتصر عليها بنموها الاقتصادي وتطورها التقني والمعلوماتي وإغراقها للأسواق الأمريكية بمنتجاتها العالية الجودة والرخيصة الثمن فكان لا بد من مهاجمتها وإضعافها وإشغالها والسيطرة عليها لكن دون أسلحة وكلفة مالية ودون خسائر ومعارك ودماء وأشلاء وهو ما تحقق لها نسبياً من خلال هذه المعركة البيولوجية التي نجحت فيها الإدارة الأمريكية في تخليق فيروس فتاك يسبب مرضاً عضالاً لا يقوى غير عارفيه على السيطرة عليه والحد منه. ويؤكد العديد من الخبراء بان الإدارة الأمريكية تتطلع إلى هزيمة خصومها الدوليين والإنتصار عليهم وإثارة الفوضى في بلدانهم الآمنة والمستقرة وقد حاولت عبر توجيه بعض الأدوات وتهييج الشارع عن طريق المظاهرات العنيفة والمسيسة في الكثير من البلدان المناهضة لسياساتها الإستعلائية لكنها لم تفلح وعملت عسكرياً وأمنياً على استهداف الخصوم لكنها فشلت في كل محاولاتها وعجزت عن الحد من قدرات هذه الدول المناوئة لتوجهاتها فلجأت إلى إعلان الحرب الصحية عليها لعلها تتمكن من فرض الحصار والعزلة على هذه الدول ومن بينها الصين وتكبيدها خسائر مالية هائلة وتشويه صورتها ومنع التعامل معها وإشغالها بنفسها وهموم شعبها عن اهتماماتها الدولية والإقليمية. واتهمت العديد من الهيئات الدولية شركات الأدوية العالمية ولم تبرئها من هذه الجريمة، مشيرة الى ان شركات الأدوية قد تعودت على إنتاج أمراض وخلق أوبئة لتسويق أدوية معينة بقصد الإثراء وجمع الأموال وتحقيق الحصرية المطلقة والتاريخ شاهد على جرائمها النكراء في هذا المجال، فهي مثل تجار المخدرات ومروجي عقاقير الموت الذين يعملون على إغراق الأسواق وتوريط الشعوب بأنواع المخدرات المختلفة ولا يعنيهم كثيراً موت آلاف البشر من الفقراء والمعوزين الذين لا يملكون ثمن العقاقير وكلفة العلاج، لأفتة الى ان الصراع سوف يحتدم وستشتعل المواجهة في الأيام القليلة القادمة بين شركات الأدوية العالمية التي تتربع على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومواطني دول العالم، وبين إرادة الشعوب الحرة وسيادة الدول المستقلة التي ترفض الخضوع للهمينة الأمريكية وتصارع من أجل الإفلات من سياساتها العدوانية وشروطها المذلة ومحاولاتها فرض الاستسلام عليها خدمة للكيان الصهيوني وتأميناً لوجوده وحفظاً لمصالحه ورعاية لشؤونه ستكون هناك منازلة علمية كبيرة وانتصار طبي جديد آخر وسيزول هذا المرض وستنتهي فصوله وسينتصر ويتغلب عليه المستضعفون وسيحدون من انتشاره وسيجدون علاجاً ناجعاً له فإرادة الحياة لدى البشر اقوى من اي فيروس مدمرة يصطنعها اعداء الحياة والبشرية.