فقدنا كرياضيين وكرويين اثنين من اكفأ المدربين الوطنيين في عدن في يوم واحد وربما ساعات متقاربة وهما الدكتور عبدالملك بانافع والكابتن القدير خالد سالمين الدي صنع مع نادي وفريق شمسان الكروي ربيعه الاول والاخير وحصد معه بطولة الدوري العام سنة 1982 /1983م في ظل وجود ومنافسة ضارية وقوية تقودها فرق ونجوم كروية خاصة فرق القمة انداك (التلال /الوحدة /الجيش / الشرطة /الشعلة /حسان )وغيرهم الا ان هدا المدرب القدير والكبير استطاع بعدد محدود من النجوم الدين لايتجاوزون اصابع اليد الواحدة ان يخطف بهم الدوري العام ويستخرجه من براثن الاندية الكبرى التي سيطرت على البطوت واحتكارها حتى جاء الى شمسان مدرب قدير اسمه خالد سالمين خاض معهم البطولة واقنتص الدرع امام اعين وامكانيات الكبار وكانت الاولى والاخيرة للجبل شمسان حتى يومنا هدا .
سألته مند اكثر من عشرين عاما ..كيف عملتها ياكابتن ..ضحك وقال بسليقته البسيطة والتواضع التي يتسرب من كل اجزاء جسده ..شوف انا درست امكانيات الفريق وقدراته وجوانب السلب والايجاب فوجدت خصائص في الفريق لاتجدها في احد من الفرق وان وجدت فليست بالمستوى العالي لشمسان وابرزها بدايته اقوى من باقي المباراة ودفاعه مستميت خاصة ان كانت نتيجة المبارة في المتناول ولايتنازل الفريق ابدا ان كان هناك فرصة لسرقة نقاط المباراة حتى بالشديد القوي وعليه فقد وضعت استراتيجية مثمرة ان التزم الفريق واللاعبون الكبار بالخطة وهي طريقة (اضرب واهرب ) اي اننا نبدأ المباراة بتركيز وحماس وهجوم على المنافس حتى احراز الهدف وبعدها نرجع دفاع للحفاظ على النتيجة واستخدام كل الوسائل المتاحة والشرعية لقتل الوقت واضاعة دقائق المباراة وعندما يكون معك حارس مثل عادل اسماعيل (دكتوراة )في قتل وقت المباراة ودحرجة الكرة من الظهير للدفاع ..ونجم بحجم جميل سيف بوسعه ان يستلم الكرة ويحتفظ بها فترة لازاحة الارهاق والتعب على المدافعين ..ولاعبو وسط تخصصهم دفاعي استبسالي حتى لو لاعبنا البرازيل من الصعب تسجيل هدف في شباكنا وللامانة كان عندي فريق ولاعبين مدمنين على الحفاظ على النتيجة وعليه فقد احرزنا بطولة الدوري .
رحم الله الكابتن خالد سالمين دلك الرجل الدي كان شعاره في الحياة من تواضع لله رفعه اتسم بالبساطة والطيبة وحسن الخلق وعندما احس ان الوقت ازف في المجال الرياضي والكروي وانه زمن لايحتاج لرجال من امثاله يؤمنون برياضة دون مصالح ولايقرنون ويفضلون النوازع الشخصية على عملهم وادائهم اختار الاسلوب والوسيلة التي تبقي قدره ومكانته وتاريخه بين الناس وفي سجلات الكرة العدنية واثر الاغتراب الداخلي وهجران معشوقته الكروية لاكثر من 15 عاما وهو غائب عن المشهد الرياضي والكروي لتأكده ان هدا المشهد لن يضيف اليه شيئا ولايستطيع هو شخصيا اضافة جديد للكرة بعد ان فقدت الكرة الكثير من عفويتها وطبيعتها الفطرية وخوفه الاكيد من ان تسحب من رصيده الطيب والجميل الدي عاش عمره كله يحافظ عليه .
رحم الله الكابتن خالد سالمين عزيز النفس وشريف السلوك والرافض ان يستجدي بتاريخه وعمره الكروي المجيد احدا من الناس وعاش شريفا عفيفا حتى علمنا جميعا بوفاته وكل ما سندكره لن يكون الا كما ارتضاه هو لنفسه وحرص عليه في ايامه وسنواته الاخيرة ..اللهم اوسع مدخله واغمره بالغفران والاحسان ياكريم يارحمن ..انا لله وانا اليه راجعون