1/ مُفارقة مُثيرة للضحك وبأعلى درجاته، فالحوثيٌ يسحقهم في نهم، واستولى على أرتالٍ من العتاد والمصفحّات وخلافه، ثمّ يُطبقُ عليهم في الجوف، وهم يولون إدبارهم كالجرذان المذعورة بما خَفّ حمله.. الصّادم أنّ الجنرال محسن الأحمر يدخل سيئون - جنوباً - بالأمس دخول الفاتحين! وألف علامة تعجٌب هنا، وفوق ذلك يخطب وبكل صفاقةٍ ووقاحة أنّ سيئون حاضنةً للنازحين، وأدهى منهُ انهُ يُشير للأقاليم التي سيسودها الرّخاءُ والعدل الإجتماعي.. إلخ، مع أنّ كل أقاليمه الشمالية بيدِ الحوثي عدا مأرب التي هرب منها! 2/ هنا عندما يخطبُ الجنرال محسن متحدثاً عن الأقاليم، يستوحى من خطابهِ أنّهُ على وئامٍ تامٍ مع الحوثيٌ، وأنّ الحوثي سَيُسلم ما احتله بالقوة للجنرال وسِواهُ ليقيموا أقاليمهم إيّاها، أو يُستوحى من حديثه أنّ خيوط إدارة الحرب القائمة بِيدهِ، أو هي بِيد مَن يُوهمهُ بما ستكون عليه الخارطة بعد الحرب، أو يُشْتمٌ أنّ ضَربهِ أو استسلامه وقوّاته في نهم والجوف كان مدروساً وتمّ بِتنسيقٍ مع الحوثي.. كلٌ هذه طروحات تستحقٌ التّأمل فعلاً. 3/ أثقُ مُطلق الثقة أنّ الدّموي محسن في دخيلة نفسه يُدركُ جيداً حجم المقت والكُره الذي يُطوقُهُ ووجوده على أرض حضرموت وكل جنوبنا، حتّى وإن بَدت الابتسامات واسعة على وجوه مَن استقبلوه هناك، وهم من موالييه أصلاً.. ولكم أتمنّى أن يُظهر لهُ الشارع الحضرمي في الدّاخل أو الناشطين الجنوبيين صُوراً تُعبر عن مقتهم له ورفضهم لوجوده هناك، ولو بِكتاباتٍ في الشوارع والطرقات، أو بِتكثيف رفع علم الجنوب على المنازل وكل موقع ومكان.. 4/ يَنكسروا في الشّمال ويُهزموا ويستسلموا في معارك هزلية سخيفة مع الحوثي، ولم يضعوا أو يقدموا أي تبريراتٍ مُقنعةٍ سواءً للشارع هنا أو للإخوة في التحالف الذين جاءوا لنصرتهم كما يقولون، وهذا أمرٌ لافت للانتباه.. وشخصياً أتساءل: هل ثمّةَ سيناريو وراء كل ما يجري على هذه الرقعة من الأرض؟ واتمنى أكثر من أخوتي الجنوبيين أن يتدارسوا هذا كثيراً، وأن يبتعدوا عن التّهويماتِ الجوفاء في فضاءاتٍ لأسقف لها ولا أرضٍ تحطٌ عليها.. 5/ مع كل هذا الزّخم شمالاً، يغرقُ شارعنا الجنوبي في تعليقِ الأمال على قُوىً أو فصيلٍ ديني أعلنَ ولائه مِراراً لولي الأمر، أو الركون على قواتٍ يفترضونها جنوبية وهي تقاتل تحت إمرة الجنرال الدموي الأحمر، واليوم تتكشّف شحنات أسلحة مهولة داخل حوش يتبع شمالي في ضواحي عدن، وقبلها بأيّامٍ تُضبطُ شاحنة دِينّا مُحمّلةً بكميّاتٍ هائلة من الأسلحة، وبالقطع هناك شُحنات وشحنات مرقت الى داخل عدن وغيرها، أمّا الأفراد فهم أفواجاً داخل عدن وسواها! كلٌ هذا ليس مزاحاً ولاعبتا ولا شك، بل هو يستدعي الاستنفار وبأعلى درجاته، وايضاً عدم الركون على الملمس الناعم وتطمينات الإقليم بالنسبة لاتفاق الرياض المرفوض من الشرعية.. 6/ اليوم ايضاً، يتمٌ إيقاف قياداتٍ من الإنتقالي من الوصول الى عدن! وهذا يقرع جرس إنذارٍ من النوع الخطير جداً، فكل ما يجري يُجزمُ وبالقطع بأنّ ثمّة سيناريو خبيث مُبَيّتٌ لنا كجنوبيين، أمّا مِن مَن؟! فهذا معروفٌ للكل، واكتشافات الأسلحة المدسوسة، ونزول الجنرال الأحمر الى تخومنا، ومنع قيادتنا من الوصول الى أراضينا وبأوامر من التحالف كما يُقال، كلٌ هذا يستدعي التّعاطي معه بحنكةٍ وبنوعٍ من الجدية.. أليس كذلك؟!