للرجال فراسة في معرفة الرجال، وفخامة الرئيس هادي يمتلك من الخبرة الشيء الكثير في اختيار رجاله، فبعضهم لا يصلحون لكل المراحل، لهذا تراه يختار لكل مرحلة رجالها، ويُبْقي على بعض الرجال، لأنهم يصلحون لكل المراحل، فمعدنهم فريد، فكلما اشتد الخطب زاد لمعانهم، وزاد بريقهم، فالمراحل تصقلهم، والخطوب تقويهم، فكلما ألمت الملمات انبروا لها، وقالوا بلسان حالهم، نحن لها، نحن لها، وجعلوا من الخطوب لبنات لبناء أوطانهم، وحولوا لعلعات الرصات إلى زغاريد فرحة لعودة الوطن المسلوب، فبالخطوب تشتد سواعدهم، ويخور الخصوم أمام تصميمهم، وعزمهم الذي لا يلين، فلله درهم، وقبلات على رؤوس آبائهم الذين ربوهم، وصقلوهم، وأعدوهم لقيادة الوطن. هادي لا يختار من الرجال إلا الرجال، ولا يُعيِّن للمناصب إلا أنقاهم، وأصلبهم، وأقواهم، وأجدرهم، وأشجعهم، وأنجبهم، وأتقاهم، ولا ينظر لمناطقهم بقدر نظرته، وفراسته في هممهم، وإخلاصهم، لهذا اختار فخامة الرئيس هادي لإدارة مكتبه رجلاً بحجم الدكتور عبدالله العليمي، فهو رجل عندما تراه ترى فيه رجل الدولة، والنظام، كيف لا يكون كذلك؟! وقد رتب، ونظم مكتب الرئيس، وواجه كل التحديات، وكل الانتقادات وبصدر رحب، وبكاريزما الإداري، والمسؤول الناجح. الدكتور عبدالله العليمي يقف على مسافة واحدة مع كل الأطراف، ومفتوح صدره قبل باب مكتبه، لمعالجة ما يستطيع معالجته، وذلك من خلال أيصال كل معاناة المواطنين، لهذا جعل العليمي العلاقة بين الرئيس وشعبه واضحة المعالم، فالرئيس يرى، ويسمع بمعاناة شعبه من خلال ما يصله عبر مكتبه، ولهذا يحاول فخامته معالجة كل المشاكل، وقد قالها الرئيس في خطاب متلفز، ومؤثر، قال: أعلم بما تعانونه، وتقاسونه، ولكن الصبر، الصبر، الصبر، وبعد الصبر يأتي الفرج. لا يتبوأ المناصب الكبار إلا الكبار من الناس، والدكتور عبدالله العليمي تبوأ منصباً هو به جدير، فأعطى منصبه حقه، لهذا لم نرَ خللاً في إدارته لهذا المكتب الرئاسي الهام، فكل شيء مرتب، ومنظم، ومعد، فرغم ما يعانيه الوطن من مشاكل، وخطوب إلا أن مكتب الرئيس يظل متابعاً، ومرتباً لحل كل تلك المشاكل. الدكتور عبدالله العليمي سياسي بارع، ومحاور داهية، لهذا جعله الرئيس على رأس مكتبه، فهو يعمل بصمت، وبهدوء تام، لهذا تراه ناجحاً، فهدوؤك دليل على نجاحك، وصمتك دليل على أنك تمتلك الكثير للعمل على حل كل المعضلات، ودليل على متابعتك، فكاريزما الدكتور عبدالله العليمي توحي لمن رآه على مخزون فكري، وإبداعي لحل كل المشاكل، فهو لا يتحدث كثيراً، فالبراميل الفارغة كثيرة الضجيج، فلا تجلب إلا الجلبة والإزعاج، وعندما ترى ما بداخلها تجدها فارغة، ولكن الدكتور العليمي يمتلك هدوءاً يغيظ به العداء، لهذا تراه كالغيمة التي لا تأتي إلا بالغيث، والخير العميم، فتحية للدكتور عبدالله العليمي مدير مكتب رئيس الجمهورية.