تغريدة السفير " محمد آل جابر" ليست بمثابة قرار سعودي يتخذ، وهذا لا يرتقي إلى ما يطمح به شعب الجنوب، لكون المملكة العربية السعودية تمتلك زمام الأمور ملف اليمني وبيدها كل شيء، وهي المسئولة حتى عن إدارة الشرعية اليمنية، والمشرفة على صيغة اتفاق الرياض، الذي صيغ بطريقة فضفاضة وغامضة والذي جاء كمحاولة لتفادي نشوب حروب أخرى في إطار الشرعية اليمنية، وتوجية المعركة صوب العدو الرئيسي مليشيات الحوثي، ولكن حملت المملكة العربية السعودية في طياتها ، بذور فنائه، لأنها كرست صيغة غير عادلة في إدارة اتفاق الرياض وتنفيذه، من خلال تحيزها لمعسكر الشرعية الأخونجية، في نفس الوقت معسكرات وجبهات الشرعية الأخونجية تتساقط أمام المليشيات الحوثي، عبر مسرحيات أفلام هوليوود. يقوم الطرف المعسكر الأخونجي في شقرة بمنورات عسكرية بسلاح الذي قدّمتة له القوّات المسلحة السعودية، ليكشف مدى قوّة صوب عيونهم بجاحظة بإتجاة الجنوب، هذا يضع "السعودية" في موضع محرج، لطالما هي راعية اتفاق الرياض، وهي الفاصلة بين الأطراف اليمنية. بينما تقف المملكة العربية السعودية على المستجدات الراهنة في المناطق الجنوبية، وتراقب الوضع خلسة من خلف الحجب وعلى شفتيها بسمة الأستهزاء بالجنوبيين، ولكي تحتفظ بماء وجهها أمام المجتمع الدولي والشعب الجنوب، يخرج سفيرها يغرد "محمد آل جابر" ليظهر موقف السعودية لشعب الجنوب لأحداث نوع من التغير في الموازين أمام الرأي العالمي والعربي والمحلي، لكن هذا موقف باهت، ظاهرة رحمة وباطنه عذاب. في الواقع، فإن أزمة إدارة تنفيذ اتفاق ارياض في لم تكن في حجم الأزمة التي عصفت بسقوط جبهات شمال اليمن التي تقع تحت نفوذ سيطرت حزب التجمع الإصلاح اليمني فرع اخوان المسلمين في اليمن، إلا أنها أكدت مرة أخرى أو كشفت عن حال العجز المستمر لقيادة للمملكة العربية السعودية في أداء قيادة المعركة شمال اليمن خلال ستة أعوام متتالية ولم تحقق أي تقدّم، وهو ما أثار الجدل مجدداً حول ضرورة إصلاح خلل الشرعية، و إصلاح خلل قيادة الملف اليمني، وإصلاح خلل قيادة غرفة العمليات المشتركة برياض. شعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة ومقابل هذه التضحيات لا يمكن ان يقبل من التحالف العربي إن يمنحهم تغريدات عبر تويتر مقابل تضحياتهم، نريد مواقف وقرارات جدية و عمل ملموس على الواقع، فإذا نفذ صبر شعب الجنوب في الوقت الذي تتساقط الجبهات في شمال اليمن، أعتقد انه لم يعد هناك تحالف عربي أو بما يسمى الشرعية. !!