البناء العشوائي هو منطقة عبثية وغير منظمة بنيت في الغالب بدون ترخيص وقد تفتقر لأبسط مقومات البناء الأساسية، وهي ظاهرة نمو مجتمعات وإنشاء مبان ومناطق لا تتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي تنمو بداخلها أو حولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمو والامتداد، وهي مخالفة للقوانين وبداية للدخول بنفق مظلم وكارثي. شهدت مدينة عدن في السنوات الأخيرة البسط والنهب والبناء دون إي محاسبة أو رادع من الدولة أو ومن المسيطرين حالياً شاهدنا منازل غير مصرحه قانونياً من صرف صحي سليم، وإمدادات المياه والكهرباء. الحديث عن مسببات البناء العشوائي في عدن لا يخرج عن الإطار الوطني لهذه الظاهرة غير أن مدينتنا تتميز عن غيرها في بعض هذه المسببات، والتي جعلت منها أحد أشهر المدن في هذا المجال على المستوى الوطني، بالنظر إلى أن البناء غير القانوني يطوقها من كافة الجوانب. ولعل أبرز سبب لبروز ظاهرة البناء العشوائي بعدن بحسب اعتقادنا يرجع إلى زيادة معدلات النمو السكاني، حيث أن فترة مابعد حرب 2015 عرفت نقلة نوعية تمثلت في هجرة العديد من سكان القرى المجاورة. بمقابل هذه الهجرة نحو عدن ، افتقدت هذه المدينة لسياسة عمرانية تجعلها قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة للوافدين من المحافظات الأخرى أو الأجانب من الدول المجاورة بما يسمى للاجئين حديثنا عن الأسباب لا يمكن أن نغفل خلاله انتشار الفقر وتبعاته وانتشار الفساد وتبعاته فالأحياء العشوائية قليلة الكلفة بشكل كبير مقابل البناء المنظم وفي نفس الإطار لا بد أن نشير أن السياسة كانت أحد أهم مسببات الظاهرة، فقد أدى اعتماد السياسيين على أصوات سكان الأحياء العشوائية إلى العرقلة المستمرة لإزالة هذه الأحياء خوفا من خسارة الأصوات التي يحتاجونها ولا أدل على ذلك تزايد وتيرة البناء عشوائيا خلال كل فترة أنقلابيه وأنتم افهموها...! نكتفي بإيراد الأسباب المشار إليها رغم أننا نؤمن أن هذه الظاهرة الخطيرة على النسيج العمراني بالمدن لها مسببات أخرى، فالبعض يتجاهل الضرر أصبح يروج “خلو المسكين يعيش”. البنيه التحتية شبه المعدومة بالإضافة للازدحام الشديد والكثافة السكانية المرتفعة فيها، تمثل مناطق السكن أخطارا كبيرة على سكانها بشكل أساسي وعلى المجتمع بشكل عام. ومع التزايد الخطير في أعداد الأبنية العشوائية، أصبح من المستحيل تفكيرها في مدينة بمواصفات عصرية.. ليس من حقنا الحلم بمدينة إيكولوجية بسبب البناء العشوائي.. ليس من حقنا التفكير في مدينة ذات سياحه ساحرة ليس معقولا الحديث عن مدينة عدن الذكية فأي مستقبل ينتظر هذه المدينة والسكن العشوائي يطوقها من كل جانب؟