كنت متحمسا وفريقي ونحن في الميدان نلقي محاضرات ونقدم نصائح وبرامج توعوية عن فيروس كورونا و عن أهمية الجلوس في البيوت وعدم الخروج ابدا في هذه الأيام اتقاء لشر هذه الجانحة . واثناء البرنامج وقف لنا رجل مسن من بين الحاضرين وبيده ادوات عمالته. وقال وماذا تطلبون منا ايضا؟ ثم انفعل فجأة بصوت اشحب تقطعه دموع منهمرة وقال طيب ومن فين ناكل وياء كل اولادنا ؟ والتفت بعيون يملاها الاسي والعتاب وقال يكفي .... اتقوا الله فينا. يا اصحاب الكر فتات والبدلات . ما لهذا علمناكم ودرسناكم وفرحنا بكم. . ارحمونا ... ما قد حصلنا منكم شيء من يومكم .. تصالحتم سرقتمونا. اختلفتم خربتم و ضيقتم ارزاقنا. وقطعتم رواتبنا وغليتم أسعارنا . والان جاي تقولوا لنا اجلسوا في البيوت. ارحمونا نرجوكم . من هذا الوضع اللي تعقدوه علينا يوما بعد يوم.. طيب. تخلصوا منا. وخلصونا من هذي الحياة اين رصاصتكم الرحيمة اللي يقولوا عنها للمعذبين ... عاد في بالأرض أكثر منا عذاب ... اقتلونا وهجعونا هذا الهوان لنا ولأولادنا ... وموتة الذل التي نذيقها كل يوم . والان جاي تسترزقوا من فوقنا بكماماتكم لتقنعونا نجلس داخل البيوت. وكأنكم لا تعلموا اننا إذا لم نروح يوم واحد الحرج ونشقي وتشتغل عيالنا يجلسوا بلا اكل. . كنا نحاول عبثا أن نتحذلق عليه وتقاطعه لكنه كان اقوي منا حجة وانصع حقيقة. فلم نستطع إلا أن تساهم معه ومع كل الحاضرين بدموعنا الموجوعة.... ونقول بصوت خافت . صدقت ياعم. صدقت وعدنا من حيث اتينا بملصقاتنا وكماماتنا نفكر ببلاهة ودناءة حكومتنا .ووقاحة منظماتنا الإنسانية التي. لم تنظر لاحتياجات أولئك الجايعين المحتاجين ... بل أقرت برنامج توعية للجائع تقنعه بان لايخرج يبحث عما يسد رمقه هو وأولاده. خوفا من موت محتمل. ليبقوا داخل منزلهم يموتون موتا محققا من الجوع. .