حرب الحجة بالحجة ،، والبيان بالبيان ،،، من أهم الحروب، ومن أخطر المواجهات ،، ولهاتبعاتها بالطبع لك وعليك... نتناول هنا نموذجان لما أشرنا إليه آنفا.... أحدهما خارج اليمن.... وثانيهما باليمن.. الطرف الاول مسلم ،، والطرف الثاني يهودي في المنازلتين...... والسلاح المستخدم ... الحجة ،،، والبيان لاغير... في أولاهما كان ذلك اليهودي الذي لطالما سمع بن حجر العسقلاني يردد أن (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.) لكنه كان يرى النقيض تماما حسب تقديره... فابن حجر يرفل في النعيم ، ويتقلب في عز الثراء ، والجاه ، والمكانة من السلطان ، ،،،. واليهودي يرى نفسه في الفقر المدقع ، والوضع الصعب ، وليس في جنة كمايدعي بن حجر في نظره بالطبع... مما استدعاه أن يقتنص فرصة يقابل فيها بن حجر... #صاحب بلوغ المرام وشرح صحيح البخاري# فكان أن قابل الشيخ بن حجر وابتدره قائلا: يابن حجر. .. ألست تقول دائما أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ؟؟ وها أنت ذامن تعيش في جنة الدنيا.وأنت المؤمن..... وأنا من أعيش السجن بجنتي التى تزعم..!؟.. فرد عليه بن حجر : أنا في سجن مقارنة بالجنة التي وعدربي عباده الصالحين..... وأنت بحالك هذه في جنة،،، مقارنة بماينتظرك من النار التي أعدها الله للعصاة المذنبين.... فبهت اليهودي ونكس رأسه وأُخرست لسانه... في صنعاءاليمن كانت المنازلة الأخرى... ولعل الوضع يختلف قليلا... لكن الجوهر متقارب.... ،،،،. فالحاج حسين الصنعاني .. {ولعل علاقة من نوع ما تربط الحاج حسين الصنعاني بمحمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام في شرح بلوغ المرام لابن حجر✓}. كان الحاج حسين يذبح كبشه المفضل بنهار رمضان،، ويتفنن في طهيه ،، حتى تسربت روائح المرق والشواء ، إلى الجار اليهودي المدقع الفقر ، والمتضور جوعا{جاوعين اليهود ومحيرفين ما تعمل لهم؟} . ما دفع اليهودي إلى الدخول خلسة لبيت جاره،،، متظاهرا بحاجته لماعون.... كان الكبش بتشكيلات الشواء ، والثريد ، والمسلوق ، من اللحم والمرق ، قد طرحت أرضاً، وقد شرع الحاج حسين في الأكل ، وهنا أصبحت مشاركة اليهودي بفاعلية أمرا واقعا.... الحاج حسين المخالف للمعلوم من الدين بالضرورة ،، إستحضر أحكام التوراة (ولانريد القول هنا إنه الفقه اليماني.) فخاطب اليهودي: أليس الله حرم عليكم الشحوم ؟ ياجاري؟ أجاب اليهودي : بلى بلى .حرمها علينا ... لكنني في اليهودة مثلك في الإسلام يا حاج حسين !!!!!.. فسكت الحاج حسين وكأن على رأسه الطير.... وبُهت الذي يدعي الإسلام....... وهكذا ليس من يبهت دائما يكون كافرا.... بل ربما يبهت المنتسب للإيمان عند تقصيرة، ويخسر جولات اللسان ، ناهيك عن صولات السنان !!!....