اخذت دول العالم تستعرض امكانياتنا في مواجهة كورونا، الصين صممت خلال عشر ايام مشفى (هوشنشان) مزود باحدث الروبوتات الذكية المبرمجة على خدمة المرضى، واخذت الولاياتالمتحدة تستعرض السعات الهائلة لمشافيها العائمة (كسفينة مرسي التابعة للبحرية الامريكية) ورغم ذلك كانت عاصفة الفيروس اقوى منهم، فسالت نفسي كم سعة المحجر الذي يستطيع محافظ حضرموت انشائه في عشرة ايام وهو لايمكلك سوى مبالغ زهيدة جدا لذلك في هذه المرحلة الصعبة التي نرى بعض الحلفاء في العالم قد تخلو عن حلفائهم. اتصلت بجدتي في هينن وقلت لها النار تندلع والماء ينقطع ياجده فعرفت ما اقصده وقالت على الفور ياولدي اذا استخدم الانسان عقله سيجد الف طريقة ليطفي الحريق وليس بالضرورة الماء وكذلك كرونا المخلوق الضعيف الشبة ميت الف طريقة لمواجهته واحتوائه باقل التكاليف. واستطردت قائلة ياولدي محافظ حضرموت رجل عسكري ويعرف ان اول مفاتيح النصر على العدو هو دراسة ثغرات العدو ونقاط ضعف العدو ومن ثم اختيار الاستراتيجية والسلاح الذي يمكن ان يفتك بالعدو وفقا لنقاط ضعفه وقوته، وتخطيط ميدان المعركة وفقا للامكانيات المتاحة واسوى احتمالات سيناريوهاتها. فنحن اليوم امام عدو ضعيف تقضي عليه أشعة الشمس والحرارة المتوسطة ويقضي عليه كلوريد الصوديوم (ملح الطعام)، واكثر طريق لانتقاله من شخص لآخر هي الملامسة وبالتالي خطة مواجهته ليست بالصعبة. فقاطعت جدتي سؤالي لها هل لك ان تلخصي لنا ياجده ملامح المحجر الطبي الملائم وفق هذه الظروف والامكانات في سطور واهم متطلباته؟ فقالت بما ان معدلات الوفاة العالية في العالم كانت بسبب نقص اجهزة التروية بالاكسجين فإننا بحاجة الى اسلوب غير تقليدي في عمل مخزن استراتيجي للأكسجين ولو اضطررنا الى تنظيف بضعة من صهاريج نقل الغاز المنزلي (سعة43000 لتر) التي تتحمل الى ضغط 2000بار لتكون جاهزة للربط بشبكة سرر المحجر الميداني، اما عن غرف المحجر الميداني فلسنا بحاجة الى غرف رخام مكيفة بقدر مانحن بحاجة الى غرف كثيرة ورخيصة و جيدة التهوية وقابلة للتعقيم ذاتيا (بالشمس ومياه البحر) وبخاصة نقاط الاتصال بين المصاب ومزوديه بالخدمة، وهذا يتطلب الى فكرة غير تقليدية قد يراها البعض بالغريبة ولكنها الاكثر ملائمة لهذه الظروف وهي بنشر آلاف من الخيام العسكرية على طول البلاج الرملي الساحلي بشكل متباعد وموصولة بشبكة الاكسجين ومزودة بحافظات الثلج الذي سيستخدم ككمادات مساعدة لخفض حرارة المصاب خلال قيام جهازه المناعي ببناء المضادات الفيروسية، ويستطيع المصاب خفض حرارته وتعقيم جسده بالسباحة وغسل وتعقيم خيمته كاملة في ماء البحر المالح في المساء، يستطيع مزودي الخدمة للمصابين التواصل بهم وتقديم لهم مايحتاجون عن بعد وتحت اشعة الشمس وفي الهواء المفتوح وقراءة حرارتهم من خارج الخيمة ويستطيع حتى الزوار معاينة ومتابعة حالة مرضاهم بسهولة عن بعد ووضع لهم هداياهم الغنية بفيتامين سي حتى تتمكن اجسادهم من تكوين الاجسام المضادة وتعتدل حرارتهم ليمارسوا بعض الرياضات الساحلية وتصبح كرونا مجرد فرصة استجمام سياحي رياضي بدلا من كونها كارثة مرعبة. اليوم ياولدي اصبحت مستشفيا ت منهاتو في الولاياتالمتحدةالامريكية تستخدم سيارات نقل الخضار المبردة كسيارات اسعاف ولذا لابد لنا ان نستعد من الان بطرق غير تقليدية لأسوى السيناريوهات ولو بتثبيت سرر في سيارات النص نقل المفتوحة التي تستخدم كأطقم عسكرية لتصبح كسيارات اسعاف وقت الحاجة بدلا من الوقوف في انتظار الكارثة.