على "...." أن يدركوا أن المسار أعوج ولا بد أن يستقيم الحال .. اليوم يهرول الذين شاركوا وتسببوا بأعوجاج المسار وهم في كامل قواهم العقلية وبملء إرادتهم ، يهرولون إلى إتباع أسلوب الغزل السياسي المفضوح تجاه "شخص عدوهم الأول" إلى الأمس القريب والذي أستطاع بحنكته السياسية أن يجردهم من أقنعتهم ويكشف حقيقتهم أمام الشعب الذي استغلوا مشروعية قضيته بعد أن أدركوا أن الحال يوشك أن يستقيم. التظاهر بالوطنية في الوقت الضائع لا يكفي لإثبات صدق تلك الدعوات والأعترافات المتأخرة التوقيت والمكشوفة المعنى وأيا كانت الدوافع التي ساقت أولئك المتساقطين إلى الهرولة والانجرار الجارف لكسب ود الرجل فذلك ليس إلا طمعا ذاتيا نفعيا وحرصا وصولويا إنتهازيا ليس بجديد على أغيلمة السياسة. للسياسة فنون لا يتقن لعبها إلا الدهاة الماهرون ، أما الطارئون بالصدفة والحيلة والتسلق إلى عالم السياسية ليسوا إلا حالات شاذة سرعان مايتهاونون كما تتهاوى أحجار رقعة الشطرنج ، لا أعتقد ان تلك التصريحات تنطلي وتهتدي إلى طريقها الضال لتبرأة ساحتها بعد خراب مالطا. ماهو أبعد يفسر حالة " الإباحية السياسية" وهي تتعرى عارضة خدماتها بكل فحش سياسي فاضح لدرجة الإنحلال المطلق ، مع ان البعض لم يتوقع ذلك الإنحلال ، خاصة ما تبقى من أنصار المكون " الدغومائي" المنتحر سياسيا وشعبيا. عصا الدولة التي ظهر بها "المهندس" عند عودته الأولى لاتفارقه في حله وترحاله ، الأبعد من رمزية الظهور بالعصا لم يأتي بعد والمتوقع يراوح مكانه مابين أمل المتفائلين ويأس المتشائمين ، لكن الأكيد أن الفئات الأوسع من الجمهور باتت تواقة لتشهد عودة دوران عجلة الدولة. مالا يعقل وقد لا نجد له تفسيرا واضحا هو مقدار اختلال الشعور النفسي والحسي الذي وصل له أولئك الذين نزل عليهم الوعي الوطني المسئول وهم يحلمون برؤية كبرائهم المحظورون من العودة بجانب "معالي الوزير" حامل عصا الدولة ورقمها الصعب. إستقامة الحال التي ناضل لأجلها دولة الوزير لا يمكن أن تقبل أن تلدغ من الجحر مرتين ، الحقيقة الظاهرة للعيان هي أن المزايدات السياسية تضمحل تقادما مع كل خطوات "تطويع القوة" المتسارعة قدما لسحب البساط كاملا من تحت أقدام أدعياء الوطنية الصاحون من سباتهم لتوهم. التساقط المتسارع يشير إلى أقتراب لحظة "عودة الدولة" والتي باتت الخيار المنقذ والمنفذ لتصحيح مسار بوصلة العلاقة بعد أربعة أعوام من العبث والأعوجاج ، لذا فإن عصا الدولة بمقدورها ان تعيد الأمور إلى نصابها وقد عاد حاملها والعود أحمد وعصا الدولة بيد أحمد.