حرف الدال من حروف القلقلة بحسب فن التجويد، كما أنه أحد أبرز حروف لازمة الروي في القافية عند الشعراء، ولا يسبقه في هذه الحفاوة وهذه الوظيفة؛ إلا حرف الراء الذي يسميه بعض النقاد في الشعر العربي حمار الشعراء؛ لكثرة استعماله في القافية. وإذا كان حرف الدال من أبرز وأسهل الحروف التي تسعف الشعراء في قصائدهم، فإن له اليوم شأن آخر، فقد اكتسب ميزة ومزية جديدة لم تكن من مميزاته في الماضي، ذلك أنه عندما يسبق هذا (الحرف) أي إسم من أسماء البشر؛ فإنه يضفي لصاحبه مكانة و منزلة في المجتمع. وبينما كان هذا الحرف متاحا لكل أحد من أهل الشعر، فهو اليوم رمز لدرجة علمية، إذا نالها إنسان؛ حق له أن يقدم هذا الحرف (د) على اسمه، مما يعني (دكتور). وأحب هنا أن أنوه إلى أن هذه المقالة لا تتحدث عن الدكتور بما تعارف عليه الناس (الطبيب). حرف الدال هنا الذي يعني (دكتور) لا يضع الناس في مستوى علمي واحد فقد تجد تفاوتا كبيرا جدا في المستوى العلمي بين حملة الدال، ولست هنا أقلل أو أنتقص من هذه الدرجة العلمية المحترمة، و لئن فعلت -ومعاذ الله أن أفعل- فلن أبلغ في التقليل من شأن حملتها ما بلغه كثير منهم من التقليل والانتقاص من شأنهم لأنفسهم وبأيديهم! فكم من حملة الدال من ساقهم ب أغيلمة الحوثي بالعصا؟ حتى بات أي أمي متخلف هو الآمر الناهي لكثير من حملة الدال! أقول لكثير وليس للكل، فهناك غالبية محترمة لا ينتقص قدرها أحد. أما أولئك، فما الذي تفيدهم -فضلا عن أن تفيد المجتمع- هذه الدال، إذا كانت كرامتهم قد مرغت بالتراب. نعم، نهبت المعسكرات بأسلحتها! لكن هل يتصور رجل سوي أن حرف (الدال) يتم نهبه مع بعض من حامليه، ويصبحان مطية لعصابات التخلف!؟ أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما! صحيح أن رتبا عسكرية وأمنية كبيرة كانت قد هوت، وسقطت تحت أحذية أغيلمة الحوثي، لكن السقوط هنا أخزى و أذلُّ وأفضع. يا لضيعة الدال كحرف سجل في ديوان الشعر العربي أروع القصائد؛ ليأتي فيمتهنه من رضوا بالامتهان! ومن هنا كان (الدال الهندي) أولى لهؤلاء من حرف الدال. أتدرون ما الدال الهندي؟ صنف من أصناف الأكلات الهندية البسيطة، وميزتها أنها ... حارة !!