حال الضالع اليوم لا يسر عدواً ولا صديقاً البتة ؛ ليس فقط في الجانب الخدمي المتدهور بشكل لا يصدق ، بل حتى في الجانب الأمني الذي وصل فيه الانفلات والبلطجة والإغتيالات حداً لا يمكن القبول به . فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه بجريمة هنا أو هناك ، ففي غضون الأسبوع الفائت فقط حدثت ثلاث جرائم جسيمة تتنافي مع أعراف المجتمع الضالعي وقيمه وأخلاقه ، فقد كانت الجريمة الأولى هي إحراق مخازن الأدوية التابعة لمكتب الصحة والتي تبعد فقط أمتاراً معدوداً عن إدارة أمن المحافظة ، في وقت الناس بأمس الحاجة للدواء لمواجهة الحميات وجائحة كورونا التي أفزعت العالم من أقصاه إلى أقصاه .. فكم أحرموا أناساً من الدواء لاسيما أن الكثيرين عاجزون عن شراء الأدوية من الصيدليات الخاصة التي تستغل الظروف وترفع الأسعار ..؟!!! وأما الجريمة الثانية محاولة اغتيال مدير الخدمات البريدية الاستاذ عقيل المعكر ، لكنه نجا منها بأعجوبة وقتل بدلاً عنه المواطن البسيط علي صالح شائف صاحب الدراجة التي استقلها عقيل لتنقله إلى منزله وهو شاب في مقتبل العمر مكافح ومستقيم يعول أسرته مما تجود عليه هذه الدراجة النارية من أجر زهيد لا يأتي إلا بشق الأنفس ، وقد أدمت هذه الجريمة قلوب الجميع للصيت الطيب والسمعة الحسنة التي يتمتع بها علي شائف . والجريمة الثالثة فقد سمع بها القاصي والداني ولا زالت تداعياتها حتى اللحظة ، حيث تم الاعتداء على حرم مستشفى النصر العام من قبل مسلحين وتم رمي ثلاث قنابل هجومية دفعة واحدة مما أدى إلى إصابة اثنين من موظفي المستشفى بإصابات وصفت بالمتوسطة ، ناهيك عن ترويع المرضى المرقدين في المستشفى وإقلاق السكينة العامة . وبالطبع هذه الجرائم ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل انتشار السلاح والانفلات الأمني الذي تعيشه الضالع نظراً لعدم قيام الأجهزة الأمنية بدورها وإكتفاها بالشجب والتنديد عند كل جريمة .. فقد عرتها الاغتيالات وجرائم القتل التي تحدث بين الفينة والأخرى والتي تقيد عادة ضد مجهول وكشفت سوأتها وضعفها الشديد وانها بحاجة إلى إعادة تأهيل ..!! وليس هذا فحسب ، بل أن إطلاق الأعيرة النارية بصورة كثيفة في الأعراس ، جريمة لا تقل ضرراً عن الجرائم السابقة ، فقد تسببت بإزهاق كثير من الأرواح البريئة والمعصومة ..!! وأمام هذه الفوضى والهمجية اصدر الحزام الأمني مؤخراً تعميماً يقضي بمنع إطلاق النار في الأعراس والمناسبات بهدف امتصاص غضب الناس ، متوعداً المخالفين بالسجن ودفع غرامة مالية بمبلغ 200 الف ريال .. فهل سيفعلها الحزام وينهي معاناة الناس مع إطلاق النار في الأعراس ويمنع حمل السلاح ويلقي القبض على القتلة والمجرمين وينهي البلطجة ؟.. أم مجرد كلام للشهرة والاستهلاك الإعلامي كما تفعل إدارة أمن الضالع مع كل جريمة ..؟!! زكريا محمد محسن