يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناه بأيدينا، اليوم يوم الملحمة مع عدو ارتهن للشيطان، وباع نفسه للخارج، اليوم يوم التخلص منه وبلا رجعة، إن شاء الله، اليوم لواء الأماجد يتحرك، وفي طريقه ستزول النتواءات الحوثية التي نصبها، ولكنه تركها تلاقي مصيرها المحتوم، فسرعان ما تحركها رياح جيش عرمرم يتحرك من دثينة بأبين باتجاه النصر، ولقد رسم طريقه نحو صنعاء، فلابد من صنعاء، مادام صمم الأماجد على الوصول إليها بمشيئة الله تعالى. يوم من الدهر صنعته أياد قوية، ومتمرسة، وشديدة المراس، اليوم يوم الالتحام مع عدو رهن نفسه لأهواء النفس الأمارة بالسوء، وجعل من أرض الإيمان مسرحاً لترديد شعاراته البالية، هذا اليوم هو يوم مقاتلين نذروا أنفسهم لله، مع قائدهم الذي لا يعرف التراجع، فجيشه لا خلف له، ولا يعرف التراجع للخلف، إلا إذا كان متحرفاً لقتال، أو متحيزاً إلى جبهة من الجبهات. اليوم يوم توزيع النصر المبين على كل رقعة من بلاد السعيدة، فالأماجد قد حزم أمره، وجهز مقاتليه، ورمى بكل ثقله عدواً لا يرعوي، ولا يرى إلا مفتاحاً أعطي له من سيده ليدخل به الجنة، كما سولت له نفسه، ونفس سيده البليدة، هو وجنده مع مفاتحهم ستجرفهم سيول جيش جرار انطلق من معين، ومنبة الرجال من دثينة قلب أبين، وساعدها القوي. اليوم أبين تقول كلمتها الفصل، وإذا تكلمت أبين أصغت لها الآذان، وخرس كل لسان، اليوم يوم الملحمة يوم يستعيد فيه فتية الشاجري أراض دنسها رهين الكهف، ومرتاد مغارات الذل، والخوف، اليوم يوم الملحمة لاستعادة كل شبر من أرض السعيدة، فمن أراد أن يرى نصراً يسعى على الأرض، فلينظر في وجه الشيخ السلفي العميد صالح الشاجري، وجنده، ومن أراد أن يستلهم البطولات فمدرسة لواء الأماجد ستلقي دروسها، ومحاضراتها بدءاً من عقبة ثرة حتى تصل صنعاء، وتطهر صعدة، وكل ذرة من ذرات الوطن الغالي. اليوم فاض صبر المقاتلين، وتوجهوا متوكلين على الله، فلو رأيتهم، لرأيت فرساناً يتوقدون حيوية، ونشاطاً، ولا يطلبون إلا رأس الفتنة، وإني أرى في تصميمهم تحقيق النصر، وإن نصر الله قريب، فتحية لكل فرد نذر نفسه لهذه المعركة، وربنا يوفق أولئك الأبطال، قولوا: آمين.