بعد ان تابعت بالأمس استغاثة قبطان حاملة الطائرات الامريكية تيودور روزفلت وقبلها حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول واعلانهما الاستسلام امام فيروس كورونا الذي اخذ يفتك بجنودها واحدا تلو الاخر وسط ذهول عالمي حول كيفية اختراق الفايرس هذه البارجة الاسطورية وهي تمخر في عرض المحيط منذ 46 يوما، وماتلاه من اجراءات عزل لقائدها لاعلانه ذلك ، وكذلك خطاب ملكة بريطانيا بالأمس الذي نقلتنا من خلاله الى اجواء الحرب العالمية الثانية، اتصلت بجدتي في هينن لاسألها هل كرونا حرب جرثومية ياجدة؟ فاطرقت قليلا ثم قالت ياولدي نحن نؤمن باننا مخلوقات خلقها الله ومنحها الارادة لنعمل باردتها ليحاسبنا على قراراتنا وافعالنا، ونؤمن بان الله يتدخل ويسخر مخلوقاته لتلهمنا وتنقذنا حينما نتعثر حتى تستمر الحياه، وضرب لنا في ذلك امثال كثيره لعل اقدمها حينما قتل قابيل اخيه هابيل لم يدفن الله بقدرته هابيل ولكنه ارسل غرابا ليلهمه كيف يدفن اخيه في قوله تعالى (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ) وها هو الله اليوم يسخر بقدرته اصغر مخلوقاته سوى كانت من فعل البشر او من فعل الطبيعة ليلهم الانسان ليراجع منظومة قيمه الانسانية، بعد ان سادت القيم الراسمالية المجردة من الانسانية في العالم واصبح الرئيس الصيني يعلن بكبرياء بانه لاتوجد قوة في الارض يمكن ان تقف امام الصين، وبعد ان اصبح مرشح الرئاسة الامريكية يعلن للملاء ان ابرز ما سيحققه لناخبيه هو ابتزاز العرب والمسلمين ونهب ثرواتهم مقابل الحماية فصفقوا له، وبعد ان اصبح التمييز ضد المسلمين سياسة يفرضها ويصدرها لكل العالم وبعد ان اصبح رعاة الابل في بلاد العرب ينشرون ثقافة رعاة البقر يسفكون الدماء وينتهكون حرمات الجار ويهدمون القيم ويعيثون في الارض فسادا. فيروس كورونا يا ولدي ذو الحجم الاصغر سوى تم تحضيره معمليا بايدي البشر او نتاج طبيعي فهو اتى بقدرة إلاهية ليلهم البشر بان الله اكبر، ونعلم ان نتيجة تكبر فرعون وفساد قوم لوط حق، وان علينا مراجعة قيمنا الانسانية ونشر الخير والتسامح والتراحم بين البشر لنحوز على رضاء الخالق الرحيم.