تظل ثقافة المطبات في اليمن هي الأشهر والأكثر حضورا وتحضيرا في حياتنا اليومية حتى ليقال ان الحياة كلها مطبات وبدلآ من مقولة الفيلسوف (ديكارت) انا أفكر إذن انا موجود. بتنا نقول الان انا افعل مطب إذن انا موجود وبدلا ان يقال لكل زمن ناسه فلا ضير الان ان نقول لكل مطب أصحابه وعلى كثرة هذه المطبات وتعددها بتعدد أصحابها واختلاف مشاربهم ومأربهم يظل المطب السياسي الأعلى شأوا ومما شك فيه ان طريق المرحلة الانتقالية لحكم الرئيس هادي يعج بمطبات لا عد لها ولا حصر لاسيما وقوى التصارع والمواجع ما تزال في أيديها زمام الكثير من الأمور والثغور وتتهيأ وتهيئ نفسها الوثوب في إي وقت ولولا ان هناك ما يمنعها على الأقل الآن لكنها تستعيض عن ذلك بنصب وإعداد المطبات اما لفرملة عربة الرئيس ظنا في انقلابها وهلاك من فيها أو في اقل تقدير الاستفادة من عامل الوقت بالتقاط فرصة مواتية قد تأتي عند هذا المطب أو ذاك المثير في الأمر ان مسافة طريق الفترة الانتقالية لا يتناسب مع الزمن المحدد للوصول إلى أخر محطة ناهيك عن ذلك الكم الهائل من المطبات والحفر والخنادق والمتارس وخوازيق الزعيم كما وصفه الشيخ سنان أبو لحوم ذات مره بكونه مهندس خوازيق من طراز جديد بمعنى وأخر ان اخطر تلك الخوازيق والمطبات ماكان ظاهرها مرصوعا مردوما وباطنها مخزوقا أو مجوفا محفورا مغشوشا معه يحضرنا قول شاعر لودر الفطن ألا ناصر محمد قال رجل امعيب مكسورة حبيبي مد لي كنبل وتحته بئر محفورة وبحكم ما يحفل به تاريخنا البعيد والقريب من صنوف العيب والغدر وألوان الحيل والشر خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسلطة التي اقترن اسمها بكل ماله علاقة بالسطوة والعنف والظلم حد تحريم المحلل وتحليل المحرم وكل هذا من اجل الحكم والسلطة نعم من اجلها لهذا لا غرابة لو قيل ان صناعة الويلات والحروب والماسي والنكبات كانت على الدوام من لدن الحاكم ودسائس القصر لهذا عشنا تجارب عده وأقل مايمكن قوله الان ان حكام مابعد حرب صيف أربعة وتسعين باتوا يمتلكون ثلثي القصور والفنادق والبقع ومعظم سلاح الدولة والقبيلة وكل مؤسسات ومصانع ومزارع الجنوب المنهوبة وغالبية الوكالات النفطية والتجارية وتقريبا مجموع متاعب اليمنيين شمالا وجنوبا وتحت تأثيرات أجواء الحوار يحضرني رد د ياسين سعيد على نقطة نظام لأحد الحاضرين أظنه صلاح الدكاك بقوله هذه نقطة بلا نظام وأضاف مازحا نريد نظام بلا نقطة لكن ماذا لوقلنا نظام بلا مطب ما رأيك يادكتورنا العزيز حقا ومرد إفادتي هذه نحن في أبين صرنا نعرف النقطة بالمطب كأن نقول مطب الأمن المركزي ومطب القاعدة ومطب الصوملي أكثر مما نقول نقطة الأمن المركزي وهكذا أبدلنا النقطة بالمطب في كل مرة ومازلنا نقول عن مطب معونات النازحين واعمار أبين أخيرا أعجبني ما قاله السياسي المعروف الأستاذ علي سيف حسن في حوار تلفزيوني مؤخرا في تشبيه بناء وحدتنا بشغل عامل (مدر بلدي)وأضيف (محاض مدر)إي ملييس وليس بعقل برفسور مهندس خريج ألمانيا لكن مارأيك يااستاذ علي سيف في مطابتنا البلدي كيف تشوف