عندما تموت الضمائر يموت معها كل شيء , تموت الأخلاق والقيم والمبادئ والمشاعر كنت أتساءل دائماً ماذا لو غاب الضمير وهل يغيب بالفعل ؟
وحينما يموت فينا الضمير سيكون كل شيء مباح ولن نجد سوى الجحود والنكران وخير مثال على هذه الكلمات هي قصة الفنان الجنوبي علوي فيصل مع المرض ,علوي فيصل علوي الابن الأصغر لفنان لحج العملاق الجنوبي فيصل علوي.
في أحد مستشفيات القاهرة يرقد الفنان علوي بعد وصوله إليها في شهر مارس الماضي في حاله غيبوبة تامة وهو بين الحياة والموت وصل وحيداً في حالة إسعاف يرافقه أخاه الأكبر باسل علوى وواحد من أصدقائه وهو أحمد الشاطري بعد أن ضاقت بهم السبل من حالة الصمت والنكران والتجاهل التام من الدولة وعلى رأسها السيد الرئيس عبدربه منصور والسيد رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة اللذان رفعت إليهما العديد من الطلبات والمناشدات من أسرته وأصدقائه لتحمل علاجه على نفقة الدولة أو مساعدتهم في رحلة علاجه وحتى لحظة كتابة هذا الخبر لم يجدوا أي استجابة منهم سوى الصمت والإهمال بل هو حال الصمت إزاء نكران الجميل.
ومن المؤسف والمؤلم وما يحز بالنفس أيضاً أنه لم يقم بزيارته من الجالية الجنوبية في القاهرة الا عدد قليل لم يتعدى العشرة أفراد , برغم إن القاهرة تحوى أكبر تجمع للجالية الجنوبية بها.
وحتى لا انسى أردت أن أذكركم جميعا ً حكومة وشعباً من هو فيصل علوي الذى تتنكرون له اليوم 'إنه الفنان العملاق الكبير الذى قدم الكثير لوطنه وأثرى الفن بالمئات من أغنياته الخالدة الشهيرة التي أثرت الفن اللحجى والجنوبي واشتهرت من المحيط للخليج . والأن علينا أن نسأل أنفسنا وبصدق أليس من حق هذا الفنان على وطنه وعلينا أن نكرم أبناءه وفاءاً وعرفانا له في ابنه الذى يعيش لحظات مرض عصيبة أنهكته وحيداً غريباً بعيداً عن وطنه في رحلة علاج ستطول مدتها في علم الله وحده في محاولة لإنقاذه تكاليفها مرهقة لا تستطيع أن تتحملها أسرته وحدها .
لحظات عصيبة تعيشها أسرة الفنان الكبير فيصل علوي قلوبهم ومشاعرهم معلقة بانتظار رنين هاتف يأتيهم من القاهرة تحمل أخبار استجابته للعلاج وتماثله للشفاء راجين رحمة ربه به وبهم ومن يمد له ولهم يد العون في محنتهم هذه . وأتمنى ان لا يطول انتظارهم ولندعو له جميعاً بالشفاء