وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . صدق الله العظيم وما اعظم ما بهذه الآية من اعجاز بلعت الأرض مائها واقلعت السماء وقضي أمر اهل عدن الطيبين بالنجاة , وقريب يقضي أمر الله على القتلة والفاسدين المجرمين و تقول عدن بعدا للقوم الظالمين بعدا يجتثهم من فوق تراب كل شبر على أرض الجنوب لتستوي سفينة عدن الحبيبة على الجودي , بعد ان اختطفها القراصنة منذ سنين طويلة وابحروا بها وسط أموج دماء حروب الموت والخراب العدمية *** حاشا على الله أن يكون الغيث الذي انهمر على عدن الحبيبة نغمة على اهلها الطيبين المسالمين , بل هو امتداد لتضحياتهم وثمرة لصبرهم واستجابة لدعواتهم وليرفع الله شهداء التطهير إلى الرفيق الأعلى . فقد أتى أمر الله بسيل التطهير الجارف : لكشف غمتهم وليرينا حال المعوزين ومساكن المساكين الذين لا يملكون ادنى مقومات الحياة , وكيف اضحوا في رابعة النهار بدون مأوى وفقدان البعض أعزاءهم وكل ما يملكون ليفضح الله على رؤوس الأشهاد حجم جرائم حروب القتلة واعوانهم الفاسدين اللصوص الحقراء الفاقدين كل ما ينسبهم للإنسانية الذين أمعنوا وتلذذوا في عذاب ابناء عدن خاصة والجنوب عامة فلكل منهم جرمه المشهود في كل متر مربع من تلك المشاهد المذهلة التي شاهد العالم كل احياء عدن تغرق وتستغيث بفعل تلك الوجوه والأيادي التي تستحق أن تمرق وسط بيارات المجاري اليوم قبل الغد جزاء وفاقا لكل ما ارتكبوا من نكبات متواترة على هذا الشعب المسالم المسكين الفقير حد البؤس والتي طالت كل مقومات البقاء بعد قطع الرواتب وعذاب خدمات الماء والكهرباء وعدم اكتراثهم وشرعيتهم الشريرة لجائحة ( فيروس كرونا ) وخطورتها المحدقة
*** ما طفح من قلب عدن الحبيبة يوم أمس جرم مشهود وستظل هذه ((اللقطات جلطات )) في قلب كل جنوبي حر حتى يستأصل كل شرير: صوت يقطع القلب لطفلة برية تستغيث( يا الله أوقف المطر ) وهي واسرتها وبيتها على شفى جرف هار شاب لاحظ ما ظنه ( لعبة جرفها السيل ) فأنتشلها وكانت الصدمة المروعة ,فلم تكن لعبة بل جثة لطفل رضيع , فيا لوجع أمه وأباه لقطة لأب يحمل طفله الباسم على عاتقه قبل ان يودعه يوم أمس شفيع بإذن الله الفدائيون الأبطال الذين استرخصوا نفوسهم لإنقاذ من رأوه أبيهم , فلله درهم ودر أمهم المربية ( عدن ) الحضارة وهم يستبسلون لإنقاذه فتحية اجلال واكبار لماجد علوان وعزيز جرجي وعبد الرحمن جرجي ومبجر فضل واخوه رأفت فضل مبجر والمصور الرائع محمود بن وهاس . ومثلهم مئات الأبطال من ابناء عدن الباسلة جسدوا روح الفداء والتضحية واعادوا للجنوب صدق روح الفداء الذي جسده شباب عدن عندما وثب اسودها من كل حافة يفترسون ضباع اليمن عام 2015 م لقطات فداء تعيد استحضار لقطات الفداء التي كاد إعلام العدو المثبط , وزعران المفحطين بأطقم المقاومة ان ينسونا الروح القتالية لأبناء عدن عندما كانوا يرافقون حامل الكلاشنكوف اربعة شباب في مقتبل العمر حتى إذا ما اصيب استخلف الكلاشنكوف احدهم وحمل الجريح احدهم ورافق الآخران الكلاشنكوف !!!
روح ذلك الشاب المقاوم الذي خلد لنا ذلك المشهد المنقوش على جدار الفداء وهو يربط الكرتون على قدميه الحافية ليتقي لهيب الأرض وينطلق إلى نار الوقاء حتى ارتقى شهيدا و ذلك المقاتل الفخر الذي انتصب وسط ميدان المعركة بساق خشبي وكان ايقونة من أيقونات ملحمة عدن ثم غابوا عن المشهد بفعل دخان فساد الشرعية الكثيف وكفرات اطقم المحفطين الذين كان ولا زال لهم ( شرف ) حماية اللصوص والناهبين ويستحقون شرب طفح يوم أمس !!!
***
واليوم سيل التطهير الجارف يجب ان يجرف كل رموز الفساد وعصابات النهب والسلب واللصوصية وكل بلطجي تقمص زي المقاومة وسخر قوتها لحماية البلاطجة وغصب الأملاك العامة والخاصة سيل التطهير الجارف يجب ان يجرف مخططات ومخططي العشوائيات الكارثية على مدينة عدن ومستقبل اجيالها قبل فوات الأوان
ختاما تحية لروح التلاحم الجنوبي الجنوبي الذي بدأنا نشعر بدفئة الحاني تحية لروح المبادرة الجنوبية التي انطلقت لحظة توارد اخبار فيضانات عدن الحبيبة وما يعانيه أهلها لتلبي نداء استغاثة ابائهم وامهاتهم واخوانهم واخواتهم من ابناء عدن الكرام فاليوم داعي الخير لا يقل عن داعي الأمس للفداء
