كتب / لبنى الخطيب اليوم الخميس27أكتوبرموعد مغادرتك عدن وكل اليمن،لا أستطيع أداري دموعي وألمي لفراقك،وهذا شعور كل من عرفك يا أستاذ مبارك،قضيت من عمرك المديد في خدمة عدن واليمن من صرح جامعة عدن،ومنارات علمية وثقافية أخرى في اليمن.
أيها الغالي الأب والشاعر،الأديب والأستاذ البروفسور عاشق عدن وشيخ الشباب وعميد الإخوة السودانيين في اليمن ،مهما قلنا وعدنا،وتستحق أن تفرش الورود لتمشي عليها حتى تصعد الطائرة.
والله العظيم إن كنت أملك القرار ليفرش لك السجاد الأحمر في المطار،وتغادر من صالات كبار الشخصيات،وسط توديع رسمي وشعبي لشخصكم الجليل،وهناك من لن يبخل في وداعك بالمطار،كما حرص الكثير لتوديعك في شقتك المؤجرة، ومنهم أصغر المودعين و أحتفي بك أيضا بحضوره أمسية تكريمك التي أقامها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن ليلة السابع عشر من رمضان المنصرم، وهو الأستاذ الطفل الحبوب"هوزن"ذو الستة أشهر إبن أخينا العزيز عبدالرحمن عبدالخالق الغائب عنا بالجسد في مدينة"كازان"الروسية لتحضير الدكتوراه،والساكن بالروح لدى من عرفه،وحرص أن يكون "هوزن"وأمه وأخته في وداعك نيابة عنه.
أستاذ مبارك أحتضنتك عدن واليمن وسكنت كل جوارحك، أحبتك وأحببتها بادلتها العرفان ويزيد،كتبت أكثر من قصيدة عنها ومناطقها الكثيرة حتى"سفينة الصحراء في الشيخ عثمان" الجمل قلت عنه أبيات. لحظات الوداع صعبة و ومؤلمة،هذه هي الحياة تجمع أحبة وتفرقهم،و حبل التواصل سيستمر بيننا،وأنت في مسقط رأسك السودان في حي الموردة بأم درمان.
كفيت ووفيت يا الغالي يا ود الخليفة لم تبخل في إسداء المعروف والنصحية والعلم والأدب لطلابك ومن زاملك أو صديق وقريب وجار ودود كنت مع الجميع أخاً وأباً وصديقاً .
34عاماً قضيتها بطولها وعرضها بحلوها ومرها،عشت بيننا ولم تدخل في مشكلة مع أي شخص أكان في العمل وفي السكن، أو أي مكان،وان حدث لا يتعدى سؤ الفهم مع شخص ما،وتتضح الرؤية بعدها،و تتعمق علاقتكم ببعض أكثر.
في عدن أنت الأديب والمعلم،المربي والشاعر،المقدم الإذاعي والصحفي اللامع من صفحات"الأيام"أو "التحديث"و صحف أخرى. سعدت بك كثيراً،وكنت الأب والأخ الكبير لي و لأخريات ، رغم انك لم ترزق ببنت وتمنيت ذلك لتسميها"حنان"،وكلنا لك حنان،يا متدفق الحنان يا أبو الرجال،الله يطيل بعمرك وحرمك المصون وأفراد أسرتك ويجمعنا القدر بك مرة أخرى،يا خير سفير لوطنك السودان.
سنفتقدك و حبل التواصل بيننا بالاتصال،وثق الكثير حريص بالتواصل معك وتهنئتك قريبا مع أول عيد أضحى تقضيه بعيداً عن عدن،يامن جمعت السودانيين وذبحت الأضحية، والإحتفال بجميع الأعياد والمناسبات ومنها الشخصية مع أفراد الجالية السودانية في عدن،أو مناطق أخرى في اليمن أحتضنت الجميع في شقة مؤجرة سكنتها،وللأسف تغادر اليمن ولم تحصل على جنسيتها،ولم تمنح بيت شخصي فيها،و هو أبسط عرفان لك وأنت أحد أعلامها ومن يشير لهم بالبنان.
إن سفرك من بيت العزيز أبا "نضال"،و كل البيوت في عدن لك مفتوحة وأنت سيدها،لك مني و من عرفك الحب والعرفان والتقدير والإمتنان الكثير،مع الدعاء ربي يحفظك سنفتقدك ولن ننساك ما حيينا أيها السوماني. *كاتبة وصحفية وناشطة من عدن