ذات مرة اتصل بي رقم غريب وعندما جاوبت عليه فاذا بها جارتي العجوز المسنة ( الحاجة م.)، فعندما سالتها عن احوالها وعن ابنها (ع) فقالت هذا الذي اتصلت بك لاجله يادكتور فابني تاعبني وتاعب الجيران هل تستطيع ان تدبر له عمل في اي شي يشغله جزاك الله خير، فقلت لها ابشري ياحاجة ساذهب اليوم الى هينن لزيارة جدتي وسيصطفي ذهني هناك حتما ساجد مع جدتي فكرة تناسب قدرات ومواهب ابنك. وعندما فتحت الامر مع جدتي ابتسمت وقالت بما ان هذا المصيبة لايجيد شي الا مشاغبة الاخرين فحسنا لقد وجدت له فكره فقلت لها ماهي الفكرة فقالت اذهب الى سوق قهوة بن عيفان واحضر له 5 الواح طاقة شمسية مع 5 بطاريات و5 اجهزة mp3 و5 اجهزه مكبرات صوت فقلت لها شوقتينا للفكرة ياجده ، فقالت بما ان ابنها لايجيد سوى المشاغبة سننسخ له بكل جهاز اصوات mp3 لمدافع و رشاشات وقنابل وسنتفق له مع خمسه من فلاحين هينن ليعمل لديهم شارح يخوف العصافير التي تتلف محاصيلهم. كنت سعيد جدا بتنفيذ الفكرة التكنولوجية لابن الحاجة جارتنا واتصلت بها واخبرتها اننا جعلناه اكبر مقاول ليخلص الفلاحين من العصافير الضارة باقل التكاليف وبعد ان وصل الولد وشرحت له تشغيلها وبينت له انها تعمل بالطاقة الشمسية ولاتحتاج كهرباء وستكون اصواتها ملعلعة الى السماء على مدار الساعة ويمكن برمجتها لتهداء قليلا اخر الشهر حتى يدفع الفلاحين مشقايتك. طار الولد من الفرح واخذ الاجهزة ولكنني استغربت عندما سمعت بانه غادر باتجاه مارب، فقلت ربما يفكر استثمارها في مزارع الحمضيات في مارب كونها اكثر. مرت الايام فاذا بي اجد هذا النزغة من المرشحين لرئاسة الدولة بعد ان اصبح من كبار الاغنياء. فاكتشفت ان هذا الازعر استثمر الاجهزة لدى بعض المقاولين في تباب فرضة نهم، صانعا بها جبهات وهمية منذ سنوات ومنذ ذلك العام وتلك التباب تنطلق منها اصوات الانفجارات والقذائف والرصاص واصبحت منطقة مغلقة كمنطقة اشتباكات والمقاولين يسمعون الاصوات ويسددون له مصاريف تلك الجبهات وبعد التحري تبين لي ان اولائك المقاولين لايزكون اموالهم فسخر الله لهم هذا النزغة. فترحمت حينها على الشاعر المحضار حين قال: من لا يزكي وسط ماله تقع محقه ****ولعاد يرجع مكمَّل تام***** ويروح فيه الشرح بعضه وشي سرقة ****من لا يزكي**** ماله على أهل المحبَّة عدِّ به محروم**** يا ربِّ سالك تخلي سرَّنا مكتوم.