((تنوير التنويرات)) .. (( موضوعات رقم 66 للتنوير )) كانت آخر جملة من موضوعات التنوير رقم (( 65)) تظهر إصرار أصحابها على أن (( أي وجهة نظر تخالف المكونات الجنوبية التي ينتمون لها ويناصرونها أو تعارضها مكروهة ولا تُعد حقا سياسيا مكفولا بل نكاية بتلك المكونات وداعميها الاقليميين...)).. وفي هذه الموضوعات ((الرد)) نقول.. 1 / أنه من القصور السياسي أن نعتبر كل من يعارض المجلس الانتقالي هو مخطىء ولا يفقه في السياسة ، ومن العبط السياسي والتعصب الحزبي الأعمى أن نقول أن من هو ضد الانتقالي فهو ضد القضية الجنوبية .. 2 / أن أي قضية لا يتبناها سلوكا سويا تسقط من مكانتها وتفقد رسالتها وتتحول إلى صورة نمطية تجسد السلوك المسيطر عليها والمتحكم برسم خطوطها ولهذا فإنه من العبث الحديث عن قضية دون الحديث عن السلوك الذي يحكم أدوات تحقيق أهدافها كما أنه من العبث خلق صراع حول من يأتي أولا السلوك أم القضية فكلاهما يجب أن يمضيا في خط متوازي ليتحقق بهما الهدف .. 3 / أن مشكلة المجلس الانتقالي لا تكمن فقط في سوء السلوك كما يشيع البعض المنتمي له والمناصر له بل ايضا تمتد إلى القضية ذاتها فهو من اضر بتلك القضية أشد الضرر حين أصبح أداة يتحرك تحت راية القضية الجنوبية لتحقيق أهداف الطرف الإقليمي الذي صنعه على أمل أن يجود ذلك الطرف لاحقا ويتكرم على الجنوب بمنحه حق الاستقلال كمكرمة منه .. 4 / أن مشكلة الانتقالي قد جعلته يعيش أجواء معركة لا علاقة لها بتحرير الجنوب بقدر ما تصب في سياق معركة إزاحة القوى الجنوبية الأخرى التي تطالب بضرورة التوافق الجنوبي وما هروبه إلى مقاربات الرياض إلا جولة من جولات السقوط لهذا المجلس والتي تؤكد حقيقة معركته وأنها ليست مع قوى الشمال كما يدعي.. 5 / أن الحديث عن هجوم الأطراف الشمالية على المجلس الانتقالي واتخاذ ذلك كدليل على صحة ونقاء سريرة هذا المجلس وسلامة أهدافه هو أمر يجسد السطحية في بناء الأحكام ويؤكد سيطرة العاطفة على العقل في هذا السياق خصوصا إذا ما علمنا أن هناك قوى شمالية تتخذ من الجنوب اليوم قواعدا لها بحماية هذا المجلس وإذا ما نظرنا أيضا بواقعية إلى أن الطرف الإقليمي الذي صنع هذا المجلس يتبنى إلى جانبه قوى شمالية صنعها ايضا لأهداف تتناقض مع الهدف المعلن لهذا المجلس . 6 / أن الحديث عن إقامة الحجة على القوى الجنوبية المختلفة مع المجلس الانتقالي والدعوة لذلك من قبل اناس نعدهم عقلاء هو حديث يفرق ولا يجمع ويباعد ولا يقارب فالمجلس الانتقالي هو مكون من مكونات الساحة الجنوبية بسلبه وإيجابه واي إيحاءات له توهمه بغير هذه الحقيقة فإنها تورده مورد الفشل اليوم أو غدا .. 7 / أن ربط أي معارضة للمجلس الانتقالي بمشروع الأقاليم الستة هو ربط يصب في سياق المماحكات السياسية الجنوبية غير العاقلة وغير الناضجة فليس كل من يختلف مع الانتقالي هو بالضروة خصما للقضية الجنوبية او مؤيدا للاقاليم الستة.. 8 / أن الحديث عن الإصلاح وعن علي عبدالله صالح كخصوم للانتقالي بالذات هو حديث يجافي الواقع خصوصا إذا ما نظرنا إلى تشكيلة قيادة هذا المجلس واذا ما تابعنا تحركات وأهداف وأدوات الطرف الإقليمي الذي اشرف على توليفة قيادة هذا المجلس واختار عناصرها . 9 / ختاما لن نتحدث بلسان المشدودين للمكونات والأحزاب ولن نقول أن من يفكر في مشروع الأقاليم الستة او يؤمن بها هو ((غبي ومشبوه)) كما وصفته ((تنويرات)) سوانا ، بل سنقول أنه جزء من النسيج السياسي الجنوبي ويحق له التعبير عن توجهاته وقناعاته ويجب أن يُحترم حقه في التعبير عن ذاته ، والفيصل بين الرؤى المختلفة يعود إلى أبناء الجنوب ...