انعكس التهرب الشمالي من استحقاقات المرحلة وخصوصا من الاتفاق الموقع على شكل الدولة الاتحادية على خطوات وردود فعل فاعلة جنوبا..ترفض هذه المحاولات و تتجه نحو اتخاذ تدابير احادية لمجابهتها .. ففي التطورات اصبح مكشوفا ومعلنا يواجه شكل الدولة اليمنية الاتحادية التي تحديات كبيرة وخطيرة نتيجة التكالب الكبير الذي تقوم به قوى النفوذ في شمال اليمن بغرض افشال هذا المخرج الحواري والمطلب الشعبي بالدرجة الاولى ، حيث تخشى تلك القوى من تقزم سيطرتها الادارية والاقتصادية على البلاد التي عاثت بها فسادا منذ قرون . وبرزت في الاونة الاخيرة الى جانب مواقف القوى المعلنة انضمام حركة انصار الله الحوثية الى هذا المخطط الذي قد يعصف تماما بالتسوية السياسية في اليمن ويعيدها الى مربعات الاقتتال والفوضى .. هذا التوجه الخطير لقوى النفوذ في الشمال انعكست ردود الفعل فيه على شعب الجنوب الذي بدأ يستنفر لاتخاذ خطوات احادية لضمان حقوقه و خصوصيته التي ضمنها مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. حيث كشفت مصادر مطلعة عن عمل متسارع يجري بخطى كبيرة في كواليس الحراك الجنوبي لاتخاذ تدابير وخطوات وصفت بالمحورية والفاصلة في سياق الصراع الجاري .. ويدفع بالقضية الجنوبية الى اعلى سقوفها .. وقالت المصادر انه وفي السياق نفسه هناك اتفاق سري جرى الاعداد له بين مختلف قيادات الحراك الجنوبي برعاية اقليمية ودولية يهدف الى الوصول الى اعلان قيادة موحدة . وكان قد نقل موقع عدن الحقيقة عن المصادر قولها ان جميع تلك المكونات وان هذا الاتفاق بات وشيكا وسيعلن عنه في غضون الفترة القريبة القادمة ويهدف الى تشكيل مايعرف بحكومة المرحلة الانتقالية في اطار الجنوب. واضافت ان اطراف اقليمية استطاعت اقناع قيادات الحراك بالقبول بفكرة اقليم في الجنوب يتمتع بالحكم الذاتي على ان يتم الاعداد لانتخابات في هذا الاقليم الهدف منها الخروج بحكومة وبرلمان منتخب يقوم بتسيير امور الاقليم وقد قدمت الاطراف الاقليمية ضمانات بتوفير الدعم السياسي للاعتراف بهذا الاقليم وتبني قرارات دولية لهذا الغرض. تأتي هذه المواقف بعد ان كان قد جدد الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي على ان النظام الجديد الاتحادي القائم على اساس الاقاليم الستة سيتيح امكانية التطور والنهوض وخوض تجارب عملية من خلال المشاركة الواسعة في المسؤولية والوظيفة العامة والثروة والسلطة، مشيرا الى أن الكثير من هذا النوع من الأنظمة حقق تطورات كبيرة وتجارب واضحة. وأضاف “إن الذين يروجون لغير ذلك إنما ينطلقون من مصالحهم الذاتية التي يخافون عليها وان الأنظمة الاتحادية متجانسة ومتقاربة ويستطيع المسئول في الاقليم المكون من أربع محافظات ان يزور المدرسة أو المستوصف أو المستشفى كل شهر”.