أنا أبين التي دأب الغزاة على تخريبها. أنا أبين التي تحطم الشر على يديها. أنا التي أحبطت مؤامراتهم, وأنا التي أفشلت مخططاتهم, وأنا التي عجزوا عن سبر أغواري,أو الفكاك من أسواري..
أنا التي سأتصدى بصدري لقنابلهم,وأنا التي سأبدد رصاصاتهم.. أنا التي سأفاجئهم بتقلباتي,وسأسحرهم باضطراباتي.. أنا التي لن يهنئوا فيها,وسأحرمهم من خيراتي.. أنا أبين التي أنجبت الرجال,وأرضعتهم حليب الشجاعة. انا ذلك النبع الذي يشرب منه الكل ولا ينضب عطائي.. أنا من سخٌرت لهم خيراتي وحميتهم بأحضاني.. أنا القاصي والداني يعرفني,ويعرف من هم أبنائي؟؟.
يعرف أنني غذيتهم دمائي,وأسكنتهم أحشائي. وغرست بداخلهم حب ترابي. انا ذلك الجواد الذي يكبو,وذلك العالم الذي يهفو. ولكن هيهات,هيهات أن تحطم الآلام كبريائي. او تدمر الاحقاد أبنائي,او تقتل المآسي آمالي. أنا أبين التي تآمر عليها الأعداء,وانا التي جعلوني كبش فدا. وانا من داس بين جنباتي الجبناء. أنا التي أرقت جفونهم,وانا التي قضضت مضاجعهم,وانا التي سلبت رجولتهم. أنا أبين التي عبثوا بكرامتي,واستباحوا حرماتي,وأحلوا دماء أبنائي.. أنا التي رغم كلما فعلو بي سأظل أكابر,وسأتحمل. وسأصبر,سأكتم صرخاتي بين ثنايا أحشائي. انا لن ينالوا مني حتى وأن مزقوا أوصالي. انا لن يخيفوني حتى وأن حشدوا جحافلهم لقتالي.
انا لن يزعزعوني حتى وان دمروا أركاني,أنا سأصبر حتى أتخلص من معاناتي,وسأقاوم حتى تزول مأساتي. وان طال الأمد سأجعل ترابي مقبرة أعدائي. سوف لن أرحمهم,ولن أرأف بهم,وسأذيقهم بعض آلامي,وسأجرعهم كؤوس أحزاني. أنا أبين ولعل الكل يدرك من أكون؟؟ حتى وأن اشتدت وطأة معاناتي.
وأرتفع صوت صيحاتي,وأيقظت العالم الفاني أناتي. سأظل كما عهدني أبنائي,مهما عانيت من الأزمات والنكبات,. وسيدرك لطاغية أنني عصية المنال,وصعبة المراس,فأنا أبين أيها الفاشي. أفق ففي صمتي أعاصير,وبراكين,ورياح تقتلع في طريقها كل شيء ولن تبقي المفسدين والمخربين,وسأسحقهم بأقدامي,فانتظروني وانتظروا لهيب نيراني..