يوم امس الثلاثاء الموافق 12/ مايو/2020م رحل عن هذه الدنيا الفانيةإلى الحياة السرمدية العميد( هيثم محمد الجهوري) _ رئيس الهيئة العسكرية لمديريات ردفان, رحل صاحب المواقف الشامخة بشموخ جبال ردفان, رحل صاحب المواقف الراسخة برسوخ جبال شمسان, رحل صاحب المواقف الثابتة بثبات جبال فحمان. عقب حرب صيف 1994م العدوانية الظالمة ومن اجل اضفاء بعض من الشرعية على حرب المنتصر وسلطته الغاشمة تم استدعاء راحلنا الكبير من قبل مراكز النفوذ العسكرية لنظام صنعاء بهدف ترتيب وضعه العملي اسوة بمن سبقوه من المتهافتين من ابناء جلدتنا ولكنه رفض عرض قوى الشر والعدوان ابى ان ينتقل من ضفة إلى ضفه ومن لفه إلى كفه, ابىان ينقل بندقيته من الكتف إلى الكتف الاخر المضاد, رفض ان يكون شاهدا للزور, رفض الاستسلام والانقياد لثقافة الفيد والقيد , رفض القبول بسياسة قطع الراس ولا قطع المعاش, رفض الانصياع لثقافة ( دبر حالك واعور عينك في بلاد العوران). لقد قاوم الراحل قولا وفعلا نظريا وعمليا سياسة الدحبشة والهلفتة والكلفتة الدخيلة على واقعنا وبذلك سجل موقفا مشرفا مبكرا لم يشايعهم كما هو حال البعض. من ابناء جلدتنا من( المتدحبشين والمتشممللين)- الذين ارتهنوا للطواغيت وباعوا انفسهم الامارة بالسوء للابالسة رخيصة لهوى الشيطان والسلطان وانغمسوا في مستنقعات باب اليمن مقابل مناصب وماسب. رخيصة. لقد ابى الراحل امر الواقع المفروض بالقوة وتحت السطوة, لقد قاوم بكل شجاعة وصلابة واقدام سياسة العجرفية والغطرسة الممنهجة التي اتبعتها قوى البغي والعدوان. ضد كل ما هو جنوبي ارضا وانسانا وقدم بذلك انموذجا رائعا في الوطنية والولاء للجنوب وقضيته العادلةوبذلك وجهه صفعة للإمعات والابواق من ابناء جلدتنا. ومن قبلهم وبعدهم قوى الاحتلال . لقد آثر الراحل على عكس هولاء النفر( النسناس) _ من معمري البواري وماسحي الاحذية آثر البقاء بين اوساط اهله وشعبه ارضائا لربة واحتراما لذاته ولقسم الولاء والشرف العسكري إلذي قطعه على نفسه. لقد وضع الراحل منذ الوهلة الاولى الحرية واعادة تقرير المصير هدفا لنضاله , لقد اثبت الراحل حقا إنه صاحب معدن نادر وموقف ثابت لم يتزحزح عنه قيد إنملة وبهذا الموقف المشرف فضح فقيدنا الراحل اولئك الزاحفين على الكراع والركب ممن سقطوا في الحضيض ومستنقع الوحل. يعد الراحل رحمة الله تعالى عليه من ابرز القيادات العسكرية والامنية التي كان لها شرف تاسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين قسرا والتي انبثق عنها ميلاد الحراك السلمي على امتداد البيت الجنوبي وكان الراحل من السباقين حضورا إلى ساحات وميادين النضال. لقد عاش الراحل كريمإ, شهما, عفيفا, جوادا له خلق رفيعة ومكانة عظيمة في نفوس كل من. عرفوه واحبوه. رحم الله الفقيد رحمة الابرار واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون. فضل محسن المحلائي