منذ الطفولة ونحن نسمع من أقربائنا وأهالينا بالمقولة المتداولة (عيد العافية)، لكن كانت لدينا بمجرد لفظ لم نأبه له، وها نحن اليوم نستشعر ونعي وندرك قيمة هذا اللفظ الموجز قليل الألفاظ المكون من كلمتين لا غير. لكن الحقيقة التي لا ندركها، بأن هذه الجملة تحمل في طياتها معاني كثيرة جداً.. منها الصحة، والشفاء، والمعافاة، والفرح، والسرور..... إلخ. وتداولت الأيام وعيد بعد عيد وها نحن اليوم، لا نعلم أين نكون وبأي موقع نحن فيه، أنهنئ الأحباب بعيدهم، ونضحك، ونمرح، ونسرح، بكل سرور.. أم نعزي الأصدقاء بفراق من رحلوا من أحبابهم وأحبابنا، وخاصة بأيام كنّا على يقين أنها ايام فرح وسرور وسعادة.! لقد جاء العيد والكل بعيد، مهما كان قريب، أُغلِقت المساجد التي كنّا ننتظر فيها مصافحة الأخِلاء وصفاء القلوب. هناك من حجر نفسه، وأكتفى بحجرة المنزل مع الأولاد، ومنهم أختفى وأحتجب عن أفضل صديق كان ينتظره، خوفاً لأنه أتى من المدينة. حتى العزاء ومواساة من فقدوا خير الأحبّة، تركناهم، وحصرنا أنفسنا بين غرفة ذات الحيطان الأربعة، مكتفين بالنظر من النافذة للمارة. اضطراب الوضع، وتفاقمه، حيّرت الكل، والأخبار الواردة التي كان بعضها بمثابة أخبار الكهان، قتلت البعض؛ قبل أن يقتله فيروس كورونا، وقبل أن كاد يقتل بفرحة العيد.